چکیده:
تعدّ السوسیونصیّة من الدّراسات النابعة عن المنهج الاجتماعی للنّقد الأدبی والتی رأت النّور فی القرن العشرین. ساعد التحلیل السوسیونصّی علی تناول العمل الأدبی من حیث الإیدیولوجیا والطّوابع الثقافیّة والسیاسیّة. بما أنّ الروایة الحدیثة أخذت علی عاتقها تصویر وتخلید الآلام والأزمات التی یعانیها الإنسان ویواجهها علی مرّ الزمن وخاصّة الواقعیة منها ظهرت الکثیر من الدراسات التی نظرت إلی الرّوایة من المنظور السوسیونصّی. روایة خان الخلیلی من أشهر روایات نجیب محفوظ الواقعیة التی بدأت بتصویر الحیاة والواقع الاجتماعی المعاش، والملامح الثقافیة والسیاسیة للشّعب المصری فی فترة الحربین العالمیتین. وبما أنّ هذه الروایة بمثابة السجلّ الذی دوّن فیه معلومات تاریخیة واجتماعیة قیّمة تُساعد القارئ علی التوصّل إلی فکرة کلّیة وعامّة بالنسبة إلی تلک الظروف المُعاشة بإمکانها أن تکون مادّة خصبة للتحلیل السوسیونصّی. حاول هذا المقال تسلیط الضّوء علی السّوسیونصیّة فی هذه الروایة وفقاً للمنهج الوصفیالتحلیلی وبناءً علی الطابع الاجتماعی للنّقد والتّحلیل بهدف التوصّل إلی أهمّ میزات الحیاة الاجتماعیة فی المجتمع المصری وکیفیّة ظهورها فی الرّوایة. تسلطی الضّوء علی الأصوات الروائیة وخطاب الشخصیات الأیدیولوجی ودراسة الأمکنة الهامّة فی الروایة من أهمّ الموضوعات الفرعیّة التی انتقاها هذا المقال. ومن النّتائج التی وصل إلیها هی أنّ هناک أصواتاً وأفکاراً عدیدة، تشابهت وتناقضت حتّی وصلت إلی شیء من الغموض الّذی یحکی عن عدم التراتیبیّة والضّوضاء التی خیّمت علی المجتمع المصری وعلی مدی مستویات الأنظمة الاجتماعیة والثقافیة والسّیاسیة آنذاک وأنّ روایة خان الخلیلی لم تدع شاردة ونافرة من الحیاة الاجتماعیة إلّا وعبّرت عنها ویمکن القول بأن جمالیّة هذه الروایة تتمثّل فی نمط التعبیر عن الأزمات والواقع المعاش وکذلک الحفاظ علی الطابع الأدبی وجاذبیّة الروایة حتی تبقی صادقة وتجعل القیمة الفنیة هی الغایة والهدف.
Sociology of text is a branch of the social approach of literary criticism that occurred in the twentieth century. While relying on the literary text, the sociology of text seeks to fill the gaps that the audience encounter in the literary work and its relation to society, whether in the cultural, social, or political spheres. The new novel, especially the realistic one, illustrates and immortalizes the pains and crises that human beings suffer from and face over time. Khan al-Khalili is one of Najib Mahfouz's most famous realistic novels, depicting his life and social reality, as well as the cultural and political aspects of the Egyptian nation during the First and Second World Wars. Since this novel is valuable as a book full of historical and sociological information and helps the reader to get a general idea about those lived conditions, this paper aims at using a descriptive-analytical method and relying on the social nature of criticism and analysis to study its text. Reading narrative voices, an ideological discourse of the characters, and studying the obvious settings of the novel are important topics investigated in this article. One of the most important results is that the different voices and ideas in the novel are sometimes similar, sometimes contradictory, and sometimes reach that point of ambiguity which indicates the disorder and chaos in Egyptian society and social, cultural, and political systems. Moreover, the novel Khan al-Khalili did not take anything away from the social life of that period and it can be said: the aesthetics of this novel lies in the way of expressing problems, crises, and lived realities while preserving its literary aspects at the same time.
خلاصه ماشینی:
ومن النتائج التـي وصـل إليهـا هـي أن هناک أصواتا وأفکارا عديدة ، تشابهت وتناقضت حتي وصلت إلي شـي ء مـن الغمـوض الـذي يحکـي عـن عـدم التراتيبية والضوضاء التي خيمت علي المجتمع المصري وعلي مدي مسـتويات الأنظمـة الاجتماعيـة والثقافيـة والسياسية آنذاک وأن رواية خان الخليلي لم تدع شاردة ونافرة من الحيـاة الاجتماعيـة إلا وعبـرت عنهـا ويمکـن القول بأن جمالية هذه الرواية تتمثل في نمط التعبير عن الأزمات والواقع المعاش وکـذلک الحفـاظ علـي الطـابع الأدبي وجاذبية الرواية حتي تبقي صادقة وتجعل القيمة الفنية هي الغاية والهدف .
استخدمت الشخصية الروائية مثلين في مشهد حـواري واحـد وتحديـدا بشـکل متتـابع وهما «المکتوب حتما تشوفه العين » و«نصيبک مـن الحيـاة لازم يصـيبک » واسـتخدم هذا المثل أو مضمونه بواسطة الشخصيات الأخر منها عاکف أفنـدي وأم أحمـد حيـث تقول في بداية الانتقال إلي منطقة خان الخليلـي : «واللـي انکتـب علـي الجبـين لازم تشوفه العين » (محفوظ ، ۲۰۱۲: ۹) والحقيقة أن الروائـي يصـور فـي الشـاهد السـابق للمتلقي نظرة التحديد والتقييد بالظروف المواطئة وکذلک التمسک بالقدر المحتوم عند الشعب المصري آنذاک وأن الرضا بقدر الله من الخصائص الهامة التي کان يـؤمن بهـا الشعب المصري لکن هذا الإيمان بالقدر وقبول الأحداث بحضن دافئ أدي إلي ظهور إشکاليات أثرت علي عقلية الشـعب المصـري فـي مواجهتـه للأحـداث الجديـدة التـي ظهرت في المجتمع وکذلک نمط العيش .