خلاصه ماشینی:
والعبادة في الآية هي الدعاء كما ورد في تفسيرها عن رسول الله(ص)، وعن الإمام علي بن الحسين(ع).
وروي عن رسول الله(ص) قوله: «ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من عدوّكم ويدرّ رزقكم؟« قالوا: نعم، قال: «تدعون بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء».
وفي الروايات حث أئمة الدين على الدعاء في كل حال، في الشدة والرخاء، وروي أن الداعي في وقت الشدة فقط لا يستجاب له دعاء: «عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: مَنْ تَقَدَم في الدعاء استُجيب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة صوت معروف ولم يُحجَب عن السماء، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يُستجب له إذا نزل البلاء، وقالت الملائكة: أنّ ذا صوت لا نعرفه».
مما تقدم نفهم واحدًا من أسباب عدم استجابة الدعاء، فالهدف من كل هذا التأكيد على الدعاء هو توثيق العلاقة بين العبد وربه، كي يكون العبد قويًا واثقًا متّكلا على الله حين تواجهه الشدائد وتلاقيه الصعاب، وكي لا يعتريه الضعف والوهن والهزيمة.
منها عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) أنه قال: «كان أبي يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته، إن القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فتصير أعلاه أسفله».
قال الإمام الصادق(ع): «لكني أخبرك إن شاء الله تعالى، أما إنكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثم دعوتموه لأجابكم لكنكم تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم.
وفي هذا المجال وردت روايات أخرى تؤمّل المذنبين كي لا يتسرب اليأس إلى نفس المذنب ولا ينصرف عن الدعاء.
وتشير الروايات أيضا إلى هذه الحقيقة، ففي حديث عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع): «إن الله لا يستجيب دعاءً بظهر قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة».