خلاصه ماشینی:
ثمة ذنوب تنخر في جذور المجتمعات البشرية وتهدد وجودها مثل الكذب والغيبة والتهمة والافتراء والغضب والحسد والرياء والحرص والتكبر والحقد،غير أنّ القانون الوضعي لا يعتبرها ذنوبًا ولم يضع لها عقوبة، بل لا تستطيع يد القانون الوضعي أن تمتد إلى مثل هذه الذنوب، بينما يتسع نطاق التشريع ليشمل كل ما تنطوي عليه النفس الإنسانية وكل ما يصدر عن الإنسان في خلواته.
على سبيل المثال نرى الشريعة تقف موقفًا صارمًا من الكذب، عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام ) : «ان الله عزوجل جعل للشر أقفالاً وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شر من الشراب».
ولماذا هذا الاهتمام من الإسلام بالنوايا؟، ولماذا يجعل الإسلام النية أهم من العمل نفسه؟ تجيب على ذلك رواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع): «عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبدالله(ع): إني سمعتك تقول: نية المؤمن خير من عمله، فكيف تكون النية خيرًا من العمل؟ قال: لأن العمل ربما يكون رياء للمخلوقين، والنية خالصة لرب العالمين، فيعطي الله عزوجل على النية ما لا يعطي على العمل».
فسأله عطية متعجبًا: وكيف نكون قد شاركناهم ولم نساهم معهم في قتال؟ قال جابر: «يا عطية سمعت حبيبي رسول الله(ص) يقول: من أحب قومًا حُشِر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمدًا بالحق نبيًا ان نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين(ع) وأصحابه».
قال: أدهشني المنظر، فما تمالكت نفسي إلا أن سألته عن سرّ هذه الظاهرة، وألححت عليه في السؤال، فقال: يا هذا إن لذلك قصة، وحدثني بقصته فقال: جاءت امرأة في غاية الجمال إلى دكاني يومًا، وطلبت مني مالاً أنفقه عليها في سبيل الله.