خلاصه ماشینی:
الظلم والعسف المتصاعد الذي یمارسه الكیان الصهیوني وواكبة بعض الحكام المستبدین الفاسدین المرتزقین لأمریكا لهذا العسف من جهة، وانبعاث المقاومة الفلسطینیة واللبنانیة المستمیتة والانتصارات المعجزة للشباب المؤمن في حربي الـ 33 یومًا في لبنان والـ 22 یومًا في غزة من جهة أخری، هي من جملة العوامل المهمة التی أطلقت الطوفان في المحیط الهادئ في ظاهره للشعوب في مصر وتونس ولیبیا وباقي بلدان المنطقة.
إنها لحقیقة أن الكیان الصهیوني المدجج بالسلاح والمدعي أنه عصيّ علی الهزیمة تلقی في حرب غیر متكافئة في لبنان هزیمة قاسیة مذلة من القضبات المشدودة للمجاهدین المؤمنین الأبطال، وبعد ذلك اختبر سیفه الكلیل مرة أخری أمام المقاومة الفولاذیة المظلومة لغزة وذاق طعم الإخفاق.
وكانت الهزیمة الذلیلة للكیان الصهیوني في لبنان عام 2006 (1385 هجري شمسي)، والأخفاق الفاضح الذي مني به ذلك الجیش المتشدق في غزة سنة 2008 (1387 هجري شمسي)، والفرار من جنوب لبنان والانسحاب من غزة، وتأسیس حكومة المقاومة في غزة، وبكلمة واحدة تحول الشعب الفلسطیني من مجموعة من الناس الیائسین العاجزین إلی شعب متفائل مقاوم له ثقته بنفسه، كانت هذه كلها من الخصائص البارزة للأعوام الثلاثین الأخیرة.
و بعد ذلك وصولاً إلی معاهدة أوسلو في سنة 1993 (1372 هجري شمسي) والمشاریع التكمیلیة الأخری التي أعقبتها والتي أدارتها أمریكا، وواكبتها البلدان الأوربیة الاستعماریة، وفُرِضت علی عاتق الجماعات الاستسلامیة عدیمة الهمّة من الفلسطینیین انصبت كل مساعي العدو علی صرف الشعب والجماعات الفلسطینیة عن خیار المقاومة بوعود مخادعة جوفاء وإشغالهم بألاعیب صبیانیة في الساحات السیاسیة.
منظمات المقاومة الإسلامیة التی تحملت في الأعوام الماضیة أعباء الجهاد الثقیلة لا تزال الیوم أیضًا أمام هذا الواجب الكبیر.