چکیده:
إن نظام الأخلاق الإسلاميّة يبتني على المعرفة الصحيحة بالإنسان» بل
إن المحورين الأساسيّين لبناء أي رؤية أخلاقيّة ينبغي أن تبداً من تحديد
الهدف النهائيٍ لهذا الإنسانء ومعرفة أصل هذا الإنسان» باعتبارھما
منطلقين أساسيّين لبناء أي رؤية أخلاقيّة إسلاميّة واقعيّة يُمكن أن تنسجم
مع المباني والأحكام الإسلاميّة الأخرى بأبعادها التشريعيّة المختلفة
وتتلاءم مع إمكانات الإنسان واستعداداته وقواه التكوينية أيضا؛ ولهذا كان
من الضروريٌ في تقويم الأعمال وتأثيرها على مصيرنا الالتفات إلى جميع
الأبعاد الوجوديّة للإنسان.
ولهذا عندما نتتبع المدارس الفلسفيّة الأخلاقيّة المتعاقبة في التاريخ
البشري سوف نلاحظ بشكل واضح أن أزمة هذه المدارس على المستوى
المنهجيٌ كانت نابعة دائمًا من الجهل بهذا الإنسان وبتحديد الوجهة
والرؤية الصائبة لقراءة أبعاده قراءة صحيحةء حيث كانت هذه الرۋى و
مبتنية على الخلفيّة الفكريّة والعقديّة التي تحملها هذه المدارس حول
الإنسان.
مُا في رؤية العلامة اليزديء فتأخذ النظريّة الأخلاقيّة عنده بعدًا ماورائيًا
وغيبيًا مرتبطا بالبعد الوحياني والسماويٌ. وإنٌ أل خصائص علم معرفة
الإنسان التي ينبغي التأكيد عليها بنظره هي أن الإنسان موجوذٌ مركب من
وروح وبدن» وأن ما يْميّزه عن باقي الكائنات هو الفكر والإرادة والاختيار
والوعي والحريّةء وهي أمور متعلقة بالبعد النفسيٌ والروحيٌ للإنسان.
هذه الرؤية الأخلاقيّة المتجدّدة تريد أن تصل إلى نتيجة مفادها بأنْ
الهدف الأساس للدين الإسلاميٌ هو صناعة الإنسان الحُلوق المُتخْلّق بالأخلاق
الإلهيّةء أي الأسماء والصفات الإِلهيّة بكل أبعاده الظاهريّة والباطنيّة، وعلى
الصعيدين الفرديّ والاجتماعي.