خلاصه ماشینی:
"الروایة أمر ضروری :لا مندوحة لعلم من العلوم ولا لشأن من شؤون الدنیا عن النقل والروایةلأنه لا یمکن لکل إنسان أن یکون حاضرا فی کل الحواداث ، فإذا لا یتصور علمالوقائع للغائبین عنها إلا بطریق الروایة شفاها أو تحریرا ، وکذلک المولودون بعدتلک الحوادث لا یمکنهم العلم بها إلا بالروایة عمن قبلهم ، هذه تواریخ الأمم الغابرةوالحاضرة والمذاهب والأدیان ونظریات الحکماء والفلاسفة وتجارب العلماءواختراعاتهم هل وصلت إلینا إلا بطریق النقل والروایة ؟فهل کان الدین الإسلامی بدعا من الحوادث حتی لا تنقل أحکامه وأخباره بهذاالطریق ؟ أم کان الواجب اتخاذ طریق آخر لنقل أقوال الرسول علیه السلام وأخبارهغیر الروایة ؟لنفرض أن هؤلاء المنکرین علی روایة الحدیث أصبحوا زعماء لمن کان علیشاکلتهم ، فهل هناک طریقة - غیر الروایة - لتبلیغ استنباطاتهم وتحقیقاتهم لأفرادجماعتهم البعیدین عن حلقات دروسهم أو الذین سیولدون بعدهم ، خصوصا إذا کانوافی بلاد لا توجد فیها المطابع ووسائط الاستخبار الحدیثة ، مثل البرید والبرق ،وتکون صناعة الورق معدومة والأمیة منتشرة ( کما کان الحال فی جزیرة العربعند ظهور الإسلام ) ؟القرآن أیضا منقول بالروایة :ثم نسأل هؤلاء : ألیس القرآن الکریم أیضا منقولا بالروایة ؟ نعم إن هناک فرقابینه وبین الحدیث ، وهو أن القرآن منقول بالتواتر والحدیث منقول بروایة رجالمعدودین ؛ ولکنهم لیسوا مجاهیل ، بل رجال مشهورون ، أحوالهم معلومة ، وأسانیدهممحفوظة ، وهذا الفرق یقتضی التفاوت فی درجات الیقین والوثوق ، لا فی نفسالقبول والاعتبار ، وهذا الفرق مسلم عند کل مسلم ، لا یقول أحد منهم بأنهما متساویانمن کل جهة ."