خلاصه ماشینی:
"**** اتصف سکان قریتی النائیة بحب العمل و الاندفاع و النخوة لأن أراضیها جبلیة یکسوها التراب الأحمر و تهب علیها بعض الأناشید القرویة البریئة أثناء العمل بعبارات تدغدغ المسامع و تحث علی العمل و مضاعفة النشاط،حتی اذا قاربت الشمس نحو المغیب وجدت العمال مجتمعین بصورة عفویة فی وسط البیدر من أجل انتخاب بطل(العمدة)من الشبان المتحمسن لخطب ود الفتیات و التقرب منهن،حتی اذا أسعفهم الحظ تبدأ المسامرة تحت ضوء القمر و تستمر المنافسة حتی یدرکهم الملل و التعب،فیتنادی الجمیع إلی الدبکة و الغناء أو إلی الجلوس فی حلقة دائریة للإصغاء إلی من یعزف علی النای أو ینفخ فی شبابة.
و فی الموعد المحدد یتهافت الشبان و الصبایا إلی بیت العریس أو العروس بثیاب العید حیث یتباری الجمیع فی (حلقة الدبکة)وسط عزف علی النای و إیقاع علی الدربکة و أهازیج النسوة تتعالی فی أجواء القریة مع رجاء خاص من مختار القریة لصیادی الطیور بعدم إطلاق النار من أی(جفت أو بارودة)حتی لا تحدث مشاکل مع(الأفندی)أی الدرکی و تتأزم الأمور مع المخفر و ینقلب الفرح إلی حزن.
حتی اذا حل العاشر من محرم تقام تمثیلیة فی ساحة القریة عن کیفیة استشهاد الإمام الحسین و صحبه من آل بیت رسول الله،و بعد ساعتین أو أکثر من التمثیل الجید و توزیع الأدوار یصرع الحسین و یبدأ ضرب الرؤوس بالسیوف و الخناجر الحادة و تسیل الدماء بغزارة علی الأفکان البیضاء التی یرتدیها(الضریبة)و یغمی علی العدید منهم فی حین تتابع البقیة الضرب علی الرؤوس مرددة بحماس فائق و نادر ما یلی: لا فتی إلا علی و لا سیف إلا ذو الفقار وا حسیناه..."