خلاصه ماشینی:
"لمحة عن هیئة البحوث الاسلامیة باندونسیا و أسباب تأسیسها محمد أسد شهاب کلمة لا بد منها: یتساءل المسلمون دائما علی اختلاف افهامهمو تنوع مستواهم العلمی و الثقافی لماذا هذا الشقاق و الخلافات بین المسلمین،حتی تمزقت الجبهة الاسلامیة فی کل مکان،و لماذا هذا النزاع فی امور ثانویة؟ألسبب مسألة فرعیة جانبیة تافهة،و لماذا یندفع المسلمون بحماس زائد،و یثیرون من أجلها حربا عوانا شعواء و جدالا و خصاما فیما بینهم حتی أورثت أحقادا و أو غرت صدورا لا تزال ظواهرها باقیة الی الیوم،أضرت بهم و جرتهم الی کتل متناثرة سهل للعدو ابتلاعهم و القضاء علیهم.
اذا کان المفکرون الاولون من المسلمین قد نجحوا فی السیطرة علی الفلسفة الیونانیة و صبغوها بصبغة اسلامیة،و استطاعوا القضاء علی عدوان الحروب الصلیبیة، و وصلوا الی فیینا و طرقوا أبوابها،و قدروها فی فتح عیون اروبا،فلماذا حلت المآسی بعد ذلک علی المسلمین و عمت العالم الاسلامی؟ یکشف لنا وضع المسلمین قدیما و حدیثا،و یحدثنا تاریخ تطور الشعوب الاسلامیة ان المسلمین یواجهون دائما و أبدا تحدیات من الداخل و الخارج،فمن بین التحدیات الخارجیة تلک المحاولات الکثیرد بشتی أنواعها و بمختلف اسالیبها لتخدیر المسلمین بالمفاهیم و الفلسفات الهادفة لاخماد نور الاسلام و تمزیق شمل المسلمین..
و علی هذا الاساس قام جماعة من الاخوة لتحقیق متطلبات فکرة الدعوة الی مؤسسی هیئة البحوث الاسلامیة منذ اکثر من ثلاثین عاما،خصوصا عندما رأی هؤلاء الاخوة اشتداد نزاع المسلمین فیما بینهم،و تناحر الاحزاب الاسلامیة،و تهاتر العوام الذین جرفتهم هذه الخلافات،و هم لا یعلمون حقیقتها و لا یعرفون مدی الاضرار التی تعکسها،و لم یکن اندفاعهم الا مجرد دوافع عاطفیة محضة من جراء اختلاف الزعماء فی مسائل فرعیة بسیطة جدا،لا تستحق هذا الاهتمم الی جانب الخلافات الاخری التی سببتها نفس الخلافات."