خلاصه ماشینی:
"ان الدور الذی لعبته البصرة خلال هذه السنوات الحرجة من المجابهة مع الفرس و ما سطره ابناؤها من المقاتلة العرب المسلمین فی معارک اصطخر و تستر و رامهرمز و السوس من معانی البطولة و روح الصمود،هو الذی جعل القیادة السیاسیة و العسکریة فی المدینة المنورة تزید اهتمامها بالبصرة بحیث غدت قاعدة المورد-العدد الثالث،مچ 14،1985 من القواعد الرئیسیة للحملات العسکریة التالیة، و قد کان رصید«أهل البصرة»فی الفتوح-کما تشیر الیه روایات البلاذری-کبیرا یجدر بأهل البصرة أن یفخروا به:ذلک أن من فتوحهم اقلیم فارس و کرمان و سجستان و صبهان و الاحواز و خرسان...
و هکذا غدا العراق بمصریة البصرة و الکوفة- و الذی لم یکن سابقا سوی جزء محتل من قبل الدولة الفارسیة الساسانیة-غدا فی العصر العربی الاسلامی الاقلیم الذی یسیطر اداریا و سیاسیا و عسکریا علی کل بلاد فارس تقریبا و هذا امر لم تکن تتصوره ملوک الفرس و دهاقنتها و رجال دینها المجوس(الموابذة) حیث لم یطیقوا حقیقة خضوع بلاد فارس للدولة العربیة الاسلامیة و لهذا أمضوا فی التصدی و الثآمر و هذه هی«العقدة الفارسیة»ألتی ظهرت بمظاهر عدیدة منها الشعوبیة و الخرمیة.
الا ان الحرکة الوحیدة التی قام بها الزنج و التی حظیت باهتمام مؤرخینا الرواد أمثال الطبری و ابن الاثیر هی تلک التی حدثت سنة 255 هـ/ 868 م فی العصر العباسی الثانی حیث کانت السلطة ضعیفة یسیطر علیها القادة الترک مما ادی الی استمرار الحرکة مدة الزید علی الخمس عشرة سنة و کانت اثارها التخریبیة و الارهابیة جدا علی اهل البصرة خصوصا و اهل البطیحة عموما.
و رغم ان البصرة کانت بین حین و اخر تعود الی قبضة الخلافة العباسیة المرکزیة خاصة فی عهود الخلفاء المتأخریین الذین حاولوا اعادة هیبة الدولة و سیطرتها مثل المسترشد بالله و المقتفی لامر الله و الناصر لدین الله الذی قضی علی النفوذ السلجوقی فی العراق سنة 590 هـ."