خلاصه ماشینی:
"فمثلا-و هو یتکلم عن دولة بنی مرین،ینتقل فجأة من خلع عبد الحق بن أبی سعید المرینی،و مبایعة الشریف أبی عبد الله الحفید«حفید الأدراسد»ثم فجأة یتحول الی زوال دولة بنی الاحمر فی الاندلس،بعدها مباشرة یسرد أخبار بنی وطاس،دون المؤرخ الناقد فعندما تصدی للکلام عن قیام دولة الوطاسیین ذاکرا أنسابهم،و بین لنا بأختصار مفید سبب قیام هذه الدولة، و اعطانا صورة موجزة و واضحة عن الدوافع التی حدت بهم الی مزاحمة بنی مرین،بدعوی أنهم کانوا ینتمون فی النسب الی یوسف بن تاشفین مؤسس دولة المرابطین و بهذه الدعوی زاحموا أبناء عمومتهم المرینیین،و دافعوهم حتی غلبوهم.
و فی الصفحة 13 من الجزء التاسع من تاریخ الدولة العلویة، بتکلم المؤلف عن مشروع السلطان المولی عبد الرحمن فی غرس«أجدال»بحضرة مراکش،و دون أن یؤرخ هذا الشروع فیقول:«و أعلم إن هذه الأخبار التیی سردناها من أول هذه الدولة السعیدة الی هنا تبعنا فی جلها أبا عبد الله أکنوس«مؤرخ مغربی»و قد ساقها-رحمه الله-مجردة عن التاریخ الذی هو المقصود بالذات من الفن،و نحن لم نعثر عما یحقق لنا تواریخها فرتبناها بحسب ما أدی الیه الفکر و الرویة،و أثبتناها لئلا تذهب فائدتها بالکلیة،و علی کل حال فهی فی حدود الأربعین من مائة التاریخ-و الله أعلم-أنتهی.
لقد کان المؤرخ-غفر الله له-ناقلا فی کثیر مما رواه، کان علیه أن یتحقق من تاریخ الشروع فی غرس أجدال1أذ لم تکن المسافة طویلة ما بینه و بین هذا العمل فهی أقل من مائة سنة فقد کانت بیعة السلطان سنة 1230،و وفاة المؤلف سنه 1185 هـ کان بوسع المؤرخ أن یسأل أناسا عاصروا السلطان عبد الرحمن و أن یأخذ عنهم تاریخ الشروع فی غرس أجدال،فأخذ الأخبار عن طریق التواتر،تعتبر من اهم المصادر التاریخیة، و أعظم ما یعتمده علیها المؤرخون،کما فعل ذلک أصحاب الحدیث النبوی الشریف عندما کانوا یسألون التابعین،و تابعی ،التابعین،عن الأحادیث النبویة الشریفه."