خلاصه ماشینی:
"وفی هذا الصعید کان موفقا إلی حد کبیر ، فقد أخرج الشیعة من العزلة والمحرومیة اللتین کانوا یعانون منهما ، ولا یخفی أن السید محسن العاملی کان سابقا علیه ، وقد بذل جهودا کبیرة إلا أن أکثر أعماله کانت تخصصیة ، فلم یتمکن من التأثیر فی الذهنیة العامة بالرغم من أن بعض تألیفاته کان له وقع کبیر وامتد إلی بلدان عدیدة ، ککتاب « أعیان الشیعة » ، فقد استطاع أن یعکس ما لدی الشیعة من تراث وعلم وشخصیات ، غیر أن ذلک کله أکثر ما یکون ذا طابع تخصصی وجنبة علمیة بالنسبة لأهل الخبرة والتتبع ، فإنه لم یستطع أن ینفذ إلی عموم الناس کما نجح السید شرف الدین فی ذلک ، بحیث إنه مهد الأرضیة لمشاریع السید موسی الصدر .
2 ـ النص والاجتهاد : لقد عالج السید شرف الدین فیه موضوعا مهما آخر ، وهو مثار للجدل حتی أیامنا هذه ، فإن التساؤل المطروح هو : إن أصحاب النبی المهاجرین والأنصار الذین نزلت فی مدحهم آیات من القرآن الکریم ـ من جملتها قوله تعالی : « والسابقون الاءولون من المهاجرین والاءنصار والذین اتبعوهم بإحسان رضی الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجری تحتها الاءنهار خالدین فیها أبدا ذلک الفوز العظیم » ( التوبة : 100 ) ـ کیف أنهم بعد رحلة النبی الأکرم صلیاللهعلیهوآلهوسلم ضربوا بکلامه عرض الجدار ؟ وکیف وضعوا تلک الأحادیث الناصة علی الخلافة تحت أقدامهم ولما یطل العهد ؟ وکیف نسوا ذلک کله فی ظرف أیام معدودة ؟ ولقد دفع العلامة شرف الدین هذا الاستبعاد ، فإنه فی کتاب « النص والاجتهاد » أثبت أن هؤلاء الصحابة قد خالفوا أوامر النبی صلیاللهعلیهوآلهوسلم فی موارد جمة ، نظیر : 1 ـ التصرف فی الأذان بإضافة فصل فیه ."