خلاصه ماشینی:
"و الشیء الذی یجب أن یلاحظ هو أن هناک بعض الأطراف من منظمة المؤتمر الإسلامی ما زالت تستفید من استمرار الانقسام العربی،و ضعف النظام العربی11،و تسعی لإنشاء تکوینات اقلیمیة یتم من خلالها إعادة صیاغة أنظمة أمنیة جدیدة للمنطقة،وفق التصورات و الأطروحات الخارجیة12،مما یؤدی إلی استمرار التناقض بین العمل العربی و العمل الإسلامی،و لا سیما إذا کانت التجمعات الاقلیمیة ذات اتجاهات سیاسیة متباینة،و ذلک بحکم المواریث التاریخیة و نظام القیم،و مفهوم العروبة السائد لدی بعض الأقطار العربیة التی لم تستطع الاستفادة من هذا المنبر الإسلامی،و استخدامه کساحة إضافیة للعمل العربی،و ورقة ضغط فی المحافظ الدولیة،و لا سیما وزنها السیاسی المعتبر خللال عملیة التصویت.
و فی الواقع،فإن للولایات المتحدة تجربتها الطویلة فی سنوات الحرب الباردة عندما استخدمت الورقة الدینیة بمهارة، و الإسلامیة بالذات کأداة ضغط و طرد ضد الأقطار الشیوعیة و السیاسة السوفیاتیة فی المنطقة العربیة،و العالم الإسلامی16،الأمر الذی أدی فی فترة من الفترات إلی غیاب الفعل الإسلامی من الساحة السیاسیة العربیة،و أحدث التباعد و التنافر مع التیارات القومیة،و خصوصا بعد الاستقلال،المرحلة التی عدت من المراحل التی شهدت تطاحنا کان الرابح فیه الولایات المتحدة التی عملت جاهدة و بمختلف الأسالیب علی فصم عری التحالف العربی-الإسلامی،من خلال عقد الاتفاقیات الأمنیة و صفقات التسلح،و تدویر البترودولار،و استخدام القروض و المساعدات الخارجیة،و إقامة القواعد العسکریة إلی آخر صیغة من صیغ المؤتمرات الاقتصادیة،و الشراکة المتوسطیة بتأثیراتها و انعکاساتها علی الأمة العربیة،و انتهاء بمشاریع توسیع حلف شمال (13)محمد زکریا اسماعیل،«الهویة العربیة فی مواجهة السلام الإسرائیلی،»المستقبل العربی،السنة 17، العدد 190(کانون الأول/دیسمبر 1994)،ص 28."