خلاصه ماشینی:
"و قد أکد ذلک مرکز الدراسات الدولیة و الاستراتیجیة فی واشنطن بقوله(یقف الشرق الأوسط علی عتبة أزمة رئیسة أخری،و قبل بدایة القرن الحادی و العشرین،قد یدمر الصراع علی الموارد المائیة المحدودة، الروابط الهشة سلفا القائمة بین دول المنطقة و یؤدی الی جیشان و اضطراب عظیمین لم تشهد المنطقة لهما مثیلا) و من المتوقع أن یکون الماء عام(2000)المصدر الطبیعی المتنازع علیه فی دول الشرق الأوسط علی الرغم من أن بوادر هذا النزاع قد تبینت فی السنوات القلیلة الماضیة و من أهم أسباب ذلک وجود مصدر میاه مشترکة اقلیمیا مع دول کثیرة و تسابق هذه الدول لأسباب مختلفة فی استغلال المیاه و استهلاکها بمسطحات مائیة تضر بمصالح الدول الأخری اذ لا توجد اتفاقیة دولیة واضحة تنظم هذا إلا بعد إیجاد توازن بین الموارد المائیة و التنمیة الاقتصادیة و الاجتماعیة،و مواجهة التحضر و النمو السکانی المتزاید و النقص فی المصدر المائی المتوفر مع ازدیاد حاجات الاستهلاک یزید من خطورة الوضع بشکل قد تصل حدة الخلافات الی حد لا یمکن السیطرة علیه و قد یکون هذا سببا فی نشوب صراع قد یصل الی حرب بین الأطراف المتنازعة تعرف (بحرب المیاه)و إذا کان الانسان العربی قد خاض فی الماضی حروبا کثیرة لأسباب مختلفة،فان جمیع الدلائل تشیر الی أنه سیکون علیه أن یخوض بسبب الماء صراعا جدیدا،و مبعث ذلک أن الوطن العربی یواجه نموا سکانیا و تدهورا فی البیئة و اعتداءات علی حقوقه البیئیة،و کل ذلک له مساس رئیس فی الأمن الغذائی،و هو أحد مقومات الأمن القومی العربی و لکن انکشف الأمن الغذائی للأمة العربیة حین ارتبطت الحاجة الی الغذاء بالاستیراد الخارجی أما بالنسبة للماء فالأمور تختلف کلیا،فالماء لا یستورد خلافا لمقومات الأمن القومی الأخری،فالماء ینبع من خارج الاراضی العربیة أو یمر بها، و الأمة تستخدمه أو تهدره أو تغض الطرف عن الدفاع عنه،و من هنا تحدد المسؤولیة العربیة بحیث تکاد تکون مسؤولیة مطلقة."