خلاصه ماشینی:
"فالتنویع فی جمل الإعلان و عباراته و تراکیبه لا یحصل إذا کانت معظم جمله قصیرة،بل الأفضل أن تکون مطعمة بجمل متوسطة و طویلة مما یبعد الإعلان عن التصنع،و یعطیه الحیاة و التأثیر،و یدفع القارئ إلی التهامه بعینیه التهاما سریعا لا تضیع معه الفکرة الرئیسیة و لو لحظة واحدة،کما یلاحظ القارئ فی شعر مسکین الدارمی،المتنقل برشاقة بین: 1-الطلب؛«قل للملیحة»فی الخمار الأسود.
*** إن هذه الصورة المشرقة للإعلان فی الصحف اللبنانیة قد تختفی من وقت إلی آخر،نتیجة عدم التزام بعض المعلنین باللغة العربیة الفصحی،إذ قد یعمد بعضهم-عن حسن نیة أو عن جهل،أو عن سوء نیة-إلی أن یستبدلوا بالعربیة الفصحی عامیة سوقیة،یظنون-مخطئین-أنهم یستطیعون بها مخاطبة الجمهور کله،بعض النظر عن ثقافة المتلقی و مستواه العلمی أو الاجتماعی.
إنما نرید أن نتعرض لتأثیر الإعلان الجید فی إخراجه و صوره و حرکته و موسیقاه و ممثلیه و لغته-بغض النظر عن السلعة التی یرید أن یعلن عنها-و تأثیر هذا الإعلان فی لغة أبنائنا و عاداتهم النطقیة من جهة،و فی دور الحکومات العربیة فی حمایة أبنائنا لغویا و ثقافیا و علمیا و تاریخیا و فنیا و ذوقیا و اقتصادیا و جسدیا من تأثیرات الإعلانات التجاریة و غیر التجاریة التی تغتصب المستمع المشاهد الذی یکون،فی الأغلب الأعم،مسترخیا بین أفراد أسرته،فتتسلل هذه الإعلانات إلیه و إلی جمیع أفراد أسرته...
-فماذا فعلنا من أجل استصدار القرار السیاسی الذی یفرض علی المعلنین-فی التلفاز و الإذاعة،و الصحف و المجلات و لوحات الإعلانات و الکتب-أن تکون إعلاناتهم باللغة العربیة الفصحی،و أن تلفظ کلمات الإعلان و جمله و تراکیبه مراعیة خصائص اللغة العربیة و سننها و عبقریتها فلا تحول«الثاء»«ساء»،مثلا-کقولهم:معجون الأسنان هذا یقوی(اللسة) بدل قولهم«اللثة»؟."