خلاصه ماشینی:
"و مهما یکن فقد مات ابن مضاء،و لم تمت صعوبة النحو،بل ظلت حیة عبر العصور،حتی جاء عصرنا الحدیث فعادت نغمتها تتردد علی الألسنة من جدید،و بصورة أقوی مما سبق،مما حفز بعض الباحثین المعاصرین إلی الإدلاء برأیه نحو تیسیر قواعد العربیة،و من هؤلاء إبراهیم مصطفی فی کتابه«إحیاء النحو»إذ وجد الصعوبة تکمن فی وضع النحو و تدوین قواعده،و من هنا اتجهت محاولته تیسیر النحو إلی إلغاء نظریة العامل یقول:«تخلیص النحو من هذه النظریة و سلطانها،هو عندی خیر کثیر، و غایة تقصد،و مطلب یسعی إلیه،و رشاد یسیر بالنحو فی طریقه الصحیح».
و هذا یعنی،من جهة أخری،إخفاق المحاولات السابقة لتیسیر النحو العربی،و لیس أدل علی ذلک من قول الأستاذ علی النجدی ناصف:«إن مثل تلک المؤتمرات و الدراسات التی لا تخلو من الارتجال تؤدی إلی البلبلة، و إضاعة الوقت بدلا من الفائدة،و یقترح أن یغلق هذا الباب لأن الاستقرار علی کل حال أبرک ثمرة،و إذا کان فی النحو شیء لا نتبینه الآن؛فإن رجال العربیة و هم،بحمد الله أکفیاء متخصصون،أحق أن یتدارکوه مع الأیام و علی نور من التجربة و المعاناة،لا علی حدس من و هم و اهم أو خیال متخیل فیکون الإصلاح أو التجدید استجابة لداعیة مقتضیة و تحقیقا لحاجة ملحة».
و فی رأینا أن الأسلوب الصحیح فی تعلیم قواعد العربیة لا یکمن فی واحد من الثلاثة السابقة،و إنما لا بد من أسلوب آخر رابع نطلق علیه (الأسلوب التکاملی)بمعنی أن ینظر إلی المسألة النحویة التی نرید تدریسها للتلامیذ،فإن کان الأسلوب الأول یقرب المعلومة أکثر من غیره فلنتبعه، و إلا فلنلجأ إلی الأسلوب الثانی،أو الثالث و هکذا أو نستعین بالأسالیب الثلاثة معا."