خلاصه ماشینی:
"فیقول مثلا لنفرض أن خط(أ-ب)مساو لخط(أ-ج)،ثم یستنبط من هذه الفرضیة بعض النتائج اللازمة عنها، و الفرضیات بهذا المعنی مرادفة للموضوعات(راجع لفظ:موضوعة) أما فی العلوم التجربیة،فأن الفرضیة تفسیر موقت لحوادث الطبیعة ینقلب بعد الاختبار التجربی إلی تفسیر نهائی،و هی خطوة تمهیدیة للقانون العلمی توضع فی الدایة علی سبیل الظن و التخمین فإن أبدتها الحوادث المشاهدة أو التجارب العلمیة انقلبت إلی قانون طبیعی،و إن کذبتها حاول العالم استبدال غیرها بها،و هکذا دوالیک حتی یصل إلی فرضیة تفسر الواقع تفسیرا صحیحا (راجع کتابنا فی المنطق ص 251-262 فإن فیه إشارة إلی شروط الفرضیات العلمیة و طرق تحقیقها).
و أما العملی فینقسم إلی ثلاثة أقسام ایضا أحدها سیاسة الرجل نفسه،و یسمی علم الأخلاق، و الثانی سیاسة الرجل أهله،و یسمی علم تدبیر المنزل،و الثالثة سیاسة المدینة و الأمة و الملک،و مع أن العلوم قد استقلت عن الفلسفة واحدا بعد واحد،فإن بعض الفلاسفة ظل یطلق لفظ الفلسفة علی جمیع المعارف الإنسانیة،مثل دیکارت الذی قال إن الفلسفة أشبه شیء بشجرة جذورها علم ما بعد الطبیعة،و جذعها علم الطبیعة،و أغصانها العلوم الأخری کالطب و علم المیکانیک و علم الأخلاق.
و آخر الفناء عند الصوفیة أن لا تری شیئا إلا الله،و أن تکون ناسیا لنفسک و لکل الأشیاء سوی الله،فإذا قال الصوفی لیس فی الوجود إلا الله عبر بذلک عن فناء ذاته فی الذات الإلهیة، فنطاسیا فی الفرنسیة( fantaisie ) فی الانکلیزیة( fancy ) فی اللاتینیة( phantasia ) یطلق هذا الاصطلاح عند القدماء علی القوة التی تتمثل الأشیاء الخارجیة تمثلا حسیا کالذاکرة و المتخیلة."