خلاصه ماشینی:
"ثم إن ایران تجد نفسها متحالفة مع النظام العربی الذی کان أکثر الأنظمة تعرضا لخطر الإطاحة به من قبل المتدینین الإسلامیین فی الفترة الممتدة بین عام 1979 و عام 1982،و یمکن بسهولة تصور تعاظم هذا الخطر لو أن ایران،بدلا من تأیید النظام القائم قررت دعم المعارضة الاسلامیة له،من خلال مدها بالسلاح انطلاقا من لبنان علی سبیل المثال.
إذ کیف ننسی کلاما شهیرا لأحد أبرز زعمائهم قال فیه إن العرب قد یهتمون لموضوع النزاع مع اسرائیل و لکن القرار فلسطینی(3 مرات فی النص)،أو کیف نتناسی تحدید قادة منظمة التحریر لاستقلالیة عملهم (ضمنیا عن العرب الآخرین،و إلا فعن من؟)کهدف أساسی یسعون إلیه؟و کیف نتجاهل فعلا ان قادة المنظمة نظروا الی العلاقة بالعرب الآخرین علی أنها،فی الأساس،محاولة«توریط»أناس غیر مهتمین؟فلنصارح أنفسنا و نقول أن قادة منظمة التحریر غیر مفاجئین تماما بسکون الموقف العربی،و هم الذین نذروا أنفسهم لا ثبات الهویة الفسطینیة الخاصة،لا بمواجهة اسرائیل فحسب بل أساسا علی حساب الأطراف العربیة التی حاولت و تحاول طمس هذه الشخصیة، و استلحاق الفلسطینیین جمیعا إن فی«مملکة متحدة»تحت قیادة هاشمیة،أو فی إطار مشروع «سوریا الکبری»الذی ما انفک یراود ذهن البعض.
و الواقع أن الانتقال من الحل الأول إلی الحل الثانی لیس أمرا سهلا،لا بسبب الرفض الاسرائیلی فحسب،بل أیضا بسبب المعارضة المتوقعة لعدد من الأطراف العربیة المعنیة التی قد تسعی لترجیح حل الفصل و الالحاق الجزئیین،علی حساب حل الدولة الوطنیة،بینما الأطراف العربیة الأکثر بعدا عن فلسطین(کالجزائر أو السعودیة)،و معها الاتحاد السوفیاتی فهی تدعم علی الأرجح الحل الوطنی الفلسطینی و یبدو الموقف المصری من کل هذا غیر ثابت،أو ربما هو ثابت و غیر واضح،فبینما تلقی منظمة التحریر بعض دعم فی مصر تبدو القاهرة میالة إلی دعم الحل الأسهل،و هو الحل الذی یحمله شولتز فی حقیبته."