خلاصه ماشینی:
"و هکذا،نلاحظ طبقا للبیانات المتاحة حول الناتج المحلی العربی:أولا،إن نصیب الصناعة التحویلیة لا یتجاوز 9,9 بالمائة،الأمر الذی یعکس تدنی مستوی تطور الصناعة الحدیثة؛ثانیا،یصل نصیب صناعة الاستخراج و التعدین إلی 1,23 بالمائة،و هو ما یبرز الوزن المرتفع لصناعة استخراج و تصدیر النفط؛و ثالثا،إن نصیب التجارة و النقل و المواصلات یبلغ 5,20 بالمائة،و هو ما یمکن أن یشیر إلی تطور قطاع الخدمات الإنتاجیة خارجیة التوجه،المتوائمة مع احتیاجات تصدیر الخامات و تصریف الواردات،بینما یشیر الوزن المنخفض للکهرباء(و الغاز و المیاه)إلی ضعف تطور القاعدة الحدیثة للطاقة؛رابعا،إن الوزن النسبی لقطاعات الخدمات یرتفع إلی 25 بالمائة،و هو ما یدل علی تضخم العمالة غیر المنتجة أو متدنیة الإنتاجیة و عجز قطاعات الإنتاج،و بخاصة فی الصناعة التحویلیة،عن استیعاب الفائض النسبی من قوة العمل نتیجة ضعف مستوی التصنیع العربی؛و خامسا،إن الوزن المنخفض نسبیا للزراعة التی مثل نصیبها 15 بالمائة یعکس من ناحیة أن المنطقة العربیة مثلت فی إطار السوق الرأسمالیة العالمیة مصدرا للنفط الخام أکثر مما مثلت مصدرا للخامات الزراعیة،و من ناحیة أخری،تخلف و ضعف الزراعة العربیة الأمر الذی سنری أثره فی احتدام المشکلة الغذائیة و الانکشاف الغذائی العربی.
و بین فروع الصناعة التحویلیة نالت الفروع القیادیة للصناعة نصیبا من استثمارات الخطة الخمسیة الأولی فاق نصیبها من الناتج الصناعی، و عکس هذا انتشار استراتیجیة التصنیع لإحلال الواردات إلی العدید من الفروع الأساسیة فی الصناعة،و تزاید عدد العمال الصناعیین فی مؤسسات الإنتاج الصناعی الکبیر فی المراکز الصناعیة القدیمة و الجدیدة،و تعاظم ترکز رأس المال و الإنتاج و قوة العمل فی المؤسسات الصناعیة؛و اتسع استخدام الأسالیب العلمیة/التکنیکیة الحدیثة فی الإنتاج،و ارتفعت إنتاجیة العمل،و ظهر لأول مرة أنتاج الصلب باستخدام الخامات المحلیة إلی جانب العدید من المنتوجات الجدیدة التی صنعت علی أساس الاستخدام الأکثر رشادة للخامات المحلیة،و تنامی التخصص و تقسیم العمل داخل الصناعة و الاقتصاد،و توسعت السوق الداخلیة."