خلاصه ماشینی:
"ب-ما مستقبل توزیع الدخل فی مصر؟،و الذی تشیر کل الدلائل إلی تدهور مستمر فیه طوال العشرین سنة الماضیة،مع انحسار موجة هجرة العمالة الزائدة إلی دول النفط،و استمرار سحب الدولة لیدها من توفیر بعض الخدمات الأساسیة و تخفیض أو إلغاء الدعم المقدم لکثیر من السلع،و مع تراکم الثروات فی الجانب الآخر نتیجة لتسارع معدل الانفتاح؟ ج-إذا کان هذا هو الحال فیما یتعلق بمعدلات التنمیة و التفاوت فی الدخول،فما الذی یمکن أن نتوقعه لمرکز مصر النسبی فی العالم؟بأی عربة من العربات سوف تلحق مصر (1)قارن مثلا بین الرقم المذکور فی: World Bank,Egypt in the Global Economy(Washington,DC: The Bank,1998),P 81.
فإذا کنا قد استطعنا فی ظروف صعبة للغایة أن نزید متوسط الدخل إلی ثلاثة أمثاله،و فی ظل زیادة فی السکان لا تقل عن هذا القدر،فما بالک بما یمکن لنا تحقیقه فی الخمسین عاما التالیة،مع اتصال أکبر بالتکنولوجیا الحدیثة(التی ستصبح بالطبع أکثر فأکثر کفاءة)و مع میل شبه مؤکد لمعدل الزیادة فی السکان إلی الانخفاض،و هو ما بدأت بشائره تظهر بالفعل خلال السنوات العشر الأخیرة؟ و أما عن انحسار قضیة توزیع الدخل،فإنی أبنی توقعی له،لا علی الاعتقاد بأن الفجوة بین أغنیائنا و فقرائنا سوف تمیل بالضرورة إلی التضاؤل،بل الأرجح أن العکس هو الأکثر احتمالا،و إنما أبنی هذا التوقع علی أمر آخر.
هل معنی هذا أنه مع مرور الوقت،سوف تقل أهمیة المقارنة بین الفقراء و الأغنیاء فی الدولة الواحدة،کما هی الحال الآن فیما یتعلق بمقارنة فقراء شارع من شوارع حی شبرا مثلا فی مصر،و أغنیاء شاعر آخر فی الحی نفسه؟ -5-15 إن هذا التصور لما یمکن أن یأتی به المستقبل قد یقلل من تشاؤمننا فیما یتعلق بمصیر بعض ما نعتبره الیوم من أهم مشکلاتنا،و لکنه یشیر هو نفسه إلی ما یمکن أن یکون محور اهتمامنا و قلقنا بعد خمسین عاما أو أقل."