خلاصه ماشینی:
"هیجل مذهبة فی النظام الاجتماعی و المطلق-أثره -2- لحضرة الأستاذ أحمد فؤاد الأهوانی فإذا أصبح الفرد و اعیا بوجود المجتمع و الإنسانیة،و ما فیها أعمال عامة و مصالح مشترکة تبرز فی صورة المؤسسات الاجتماعیة و المنظمات المختلفة،أدرک أنه جزء من هذا الکل الأکبر،و أدرک أنه یجب علیه أن یوحد بین نفسه و بین المجتمع،حتی یطلب الکمال و یبدد النقص.
أما الدول التی تعبر عن المثال idea فإنها تفعل ذلک إلی حد ما،ثم إن الطریق إلی أن یکون العقل موضوعیا یتحقق فی صورة الانضمام أکثر من طریق التعاون بین الدول.
و هذه کلها لا تعرف الحدود المفروضة،إنها تعبر عن نفسها فی جمیع البلاد و جمیع الشعوب و تسمو علی الدول و العصور،و إذا کان الانسان قد و حد نفسه بالنظام الاجتماعی فهو الآن یلتمس توحید نفسه بالروح المتحقق فی الفن و الدین و الفلسفة،و فی هذه المیادین یقل التضاد بین الذات و الموضوع،أو ینمحی الفرق بینهما شیئا فشیئا،حتی إذا بلغت الروح أقصی حیاتها انعدمت هذه الفروق، و سبیل ذلک تطور التاریخ نحو المطلق.
و أخیرا یعود الإنسان الی نفسه فیجد فی أعماق نفسه مثال الفن أی الجمیل،و مثال الدین أی الله،و مثال الفلسفة أی الحقیقة،و فی تحقیق هذه المثل الثلاثة یضحی العقل المطلق».
عندما یتعمق الفرد فی التجربة الدینیة یشعر أنه بعید عن الأشیاء،و یقطع علائقة بها،و یصل بین نفسه و بین العالم الأرحب،و حیث إن التعبیر عن الشعور الدینی یتحرر من المادیات المفروضة علی الفتی،فان العقل البشری یصبح قادرا علی توحید نفسه بالعقل الکلی الذی یبرز فی التجربة الدینیة،و هذا یحدث تدریجیا.
و لو أن الإنسان قد وصل الی فکرة المطلق خلال التجربة الدینیة،إلا أنه فعل ذلک بطریق الشعور و الخیال أکثر من العقل."