خلاصه ماشینی:
"الحقیقة الثانیة:أن هذا الکتاب التزم بثلاثة مشاهد(سیناریوهات)رئیسیة محتملة للتطور العربی،و معیار هذه المشاهد هو شکل العلاقة بین الأقطار العربیة بعضها بالبعض الآخر: -المشهد الثانی:وهو مشهد وسیط وهو بمثابة«المشهد الاصلاحی»وطرحنا فیه احتمالین: الأول هو التنسیق العربی العام فی بعض القطاعات مثل الغذاء أو الصناعات العسکریة؛ و الثانی هو أن یحدث التنسیق من خلال تجمعات اقلیمیة،تصور لها المشروع أربعة تجمعات (المشرق العربی،الخلیج و الجزیرة العربیة،وادی النیل،و المغرب العربی الکبیر).
وأقول أیضا إن الکتاب أخذ موقفا تمثل فی تضاؤل دور المنظمات الدولیة رغم أن کل المؤشرات الآن تؤکد أن دور الأمم المتحدة یزداد،وهذه مسألة تحتاج إلی مراجعة،فهل الصحوة الحالیة لدور الأمم المتحدة-کما یبدو فی أکثر من مکان فی العالم-هی صحوة موقتة و سوف تتوقف بعد فترة،أم أنها ستکون فعلا سمة من سمات النظام العالمی الجدید؟ و فیما یتعلق بافریقیا و العالم الثالث،فقد أخذ الکتاب موقفا یعتبر أن العالم الثالث فی اطار الأوضاع الراهنة ضعیف التأثیر و محدود القدرات،فافریقیا لیس لها دور فاعل فی النظام الدولی، و علی هذا فهی لا تبدو فی الفصل الثانی إلا کساحة للصراعات الدولیة و فی حال قیام دولة عربیة، حینئذ ربما یمکن لهذه الدولة أن تنشط الدور الافریقی أو حرکة عدم الانحیاز..
-محمد السید سعید:إن قضیة القوة غامضة للغایة،ومن الممکن القول إن المصدر الأساسی للقوة فی نظام معین للعلاقات هو مثلا القوة الاقتصادیة،ورغم أنه قد توجد دولة ما قویة عسکریا و لکن حاجتها الاقتصادیة إلی الدولة الأخری تجعلها فی الواقع العملی أضعف منها وإذا کان النظام لا یحتمل الحرب مثلا،فالقوة العسکریة تصبح غیر ذات دلالة،وإنما فی العلاقات الاقتصادیة یکون لها دور شدید الأهمیة."