خلاصه ماشینی:
"حول السکن و السکان فی الوطن العربی الأحیاء غیر المخططة و انعکاساتها النفسیة-الاجتماعیة علی الشباب (دراسة میدانیة مقارنة فی مدینة جزائریة) علی بو عناقة استاذ مساعد بمعهد علم الاجتماع/جامعة قسنطینة-الجزائر.
کانت ظاهرة التحضر و ما زالت فی دول العالم الثالث عامة و الأقطار العربیة خاصة،لم تشد الباحثین المختصین إلی دراسة کافیة،یتم فیها رصد الدلائل و العوامل التی أدت بهذه المدن لتصبح ظاهرة مرضیة،تجمع مجموعة من التناقضات:اقتصادیة،و اجتماعیة و ثقافیة،تولد عنها الکثیر من الظواهر،ما لبثت أن أصبحت تشکل ملمحا عاما،یعبر عن أن المدینة فی دول العالم الثالث-و المجتمع العربی واحد منها-وجدت لتکون فی خدمة طبقة محددة تستغل الطبقات الأخری التی تحیط بهذه المدن،خصوصا مدن المغرب العربی التی تعرض نظامها العام لأشکال التشویه الاستعاری،الذی رسمها لتکون تابعة لمدینة المرکز،من حیث البناء و الوظیفة.
ظاهرة آثار هذه الأحیاء علی شخصیات الشباب المرنة،و لم یکن هذا الوصف سطحیا،بل کان تحلیلیا،یأخذ بعین الاعتبار محاولة التعرف علی أهم العوامل التی تساهم فی الظاهرة.
إذ تمت محاولة لحصر الدراسات ذات الصلة بآثار السکن علی الفرد عامة و الشباب خاصة،و تدل الدراسة أن الظاهرة لم تدرس بعد فی دول العالم الثالث عامة و الوطن العربی خاصة هل لأن مشاریع التنمیة جدیدة بالمقارنة بالدول الغربیة و الأوروبیة التی خبرت الظاهرة؟أم أن الموضوع ما زال لا یجذب المختصین و خصوصا علماء الاجتماع إلی دراسته دراسة علمیة؟ لم یبق أمام الباحث فی هذه الحالة سوی اللجوء إلی تلک الدراسات التی تناولت الموضوع من جوانب مختلفة،کالانحراف،و التسرب المدرسی،کما تمت الاستعانة بالدراسات الجغرافیة.
کما تبین أن هناک علاقة سببیة-وظیفیة بین الاحتقان السکنی و التأزمات النفسیة لدی الشباب،تبعا للجزئیة أعلاه،فالعلاقة بین الأببناء و الآباء فی الأحیاء غیر المخططة أقل انسجاما، مما حدا بالشباب فی هذه الحالة إلی العزوف عن عرض اهتماماتهم،و المشاکل التی تصادفهم علی ذویهم،الأمر الذی یزید تأزمهم."