خلاصه ماشینی:
"-3- من أیة رحم یابسة ولد هذا العقم التربوی؟ من تجارب الطریق الطویلة التی مشاها فی معاناة الهم التربوی العربی،یعزو عبد الدائم هذا العقم إلی غبش الرؤیة فی ما کان ینبغی علی التربیة العربیة أن تفعله و لکنها غفلت عنه حین راحت تتعلق بتوقعات أو توهمات غیر قابلة للتطبیق،توهمات و توقعات تولدت فی فراغات الطموح و لم تنفرز من حاجات الواقع الإنسانی للفرد العربی،و کان آخر صیغها ما ورد فی «استراتیجیة تطویر التربیة العربیة» و مبادئها الاثنی عشر: (1)المبدأ الإنسانی؛(2)مبدأ التربیة للإیمان؛(3)مبدأ التربیة للعقل؛(4)المبدأ القومی؛(5)المبدأ التنموی؛(6)المبدأ الدیمقراطی؛(7)مبدأ التربیة للعلم؛(8) مبدأ التربیة للحیاة؛(9)مبدأ التربیة للقوة؛ (10)مبدأ التربیة المتکاملة؛(11)مبدأ الأصالة و التجدید؛(12)مبدأ التربیة للإنسانیة.
و لم یکن فی ذلک عیب من حیث المبدأ لو لا أن إحیاء القیم المستعادة من جیولوجیة التاریخ لا یمکن أن یتحقق«بمجرد التبشیر بها و الدعوة إلیها بل لا بد من فهمها فهما جدیدا فی ضوء حاجات الواقع العربی و الواقع العالمی،و لا بد أن نمنحها الحیاة و الدینامیکیة و القدرة علی التأثیر عن طریق ترجمتها ترجمة جدیدة إلی لغة العصر،لا سیما أن هذه القیم و المبادئ و الآداب السامیة فی روحها و جوهرها،لبست عبر مسیرة الحضارة العربیة الإسلامیة حللا متباینة،و تباین فهمها بین الفهم العمیق السلیم لروحها، و الفهم الشکلی الذی أفقدها روحها و معناها فی کثیر من الأحیان.
إن تخلف سریان الروح العلمیة فی المجتمع العربی حتی الآن مرجعه إلی أن التربیة العربیة لم ترب الأجیال الجدیدة علی وعی قیمة التغیر و التغییر فی حیاة الأمم و لم ق-مبدأ التربیة للعلم(عنایة بترسیخ العلم لدی المتعلمین منهجا و محتوی،و إسهامها فی تطویر البحث العلمی، و فی إرساء«أسس التقنیة فی الوطن العربی»)."