خلاصه ماشینی:
"نسوق الی منکری المترادف،و جاحدی فضله فی الابانة و ضرورته فی تبلیغ المعنی حده،هذا المثل الآتی من مقدمة نهج البلاغة،نأخذه علی وجه التصادف حکی أبو حامد محمد بن محمد الاسفراینی الفقیه الشافعی قال:کنت یوما عند فخر الملک ابی غالب محمد بن خلف وزیر بهاء الدولة و ابنه سلطان الدولة،فدخل علیه الرضی(الشریف الرضی)أبو الحسن فأعظمه و أجل مکانه و رفع من منزلته و خلی ما کان بیده من القصص و الرقاع و أقبل علیه یحادثه الی ان انصرف ثم دخل بعد ذلک المرتضی أبو القاسم(أخو الشریف الرضی)فلم یعظمه ذلک التعظیم و لا اکرمه ذلک الاکرام و تشاغل عنه برقاع یقرأها فجلس قلیلا ثم سأله أمرا فقضاه ثم انصرف قال أبو حامد فقلت:أصلح الله الوزیر هذا المرتضی هو الفقیه المتکلم صاحب الفنون و هو الامثل و الافضل منهما و انما أبو الحسن شاعر.
فخرجوا من انقاد المترادف الی انتقاد ما علیه العربیة الی یومنا هذا و الحقیقة ان هذا الذی یعنونه من تکرار صیغ معلومة و مقدمات جری الناس علیها-لا سیما العامة و اشباه العلمة من الخاصة-هو من باب الحشو و من الاطالة بدون طائل مما لا نزاع فیه و مما لا یختص بعصر دون عصر،بل فضل الایجاز قد عرفه الاولون کما عرفه الآخرون و اکثر و الاطالة التی یجری علیها الاوربیون سادة العصر فی کتاباتهم و الاسهاب الذی یسبح فی عبابه منشئوهم و فصحاؤهم و اشباع المعنی بتکراره بصور مختلفة و الوان متنوعة و احیانا بدون اختلاف کثیر فی الصور و لا بالوان فیها جدید ذو جداء،هذه طرق قد غلبت علی«عصر التلغراف»الذی یقولون انه اهل للاختصار و ان الوقت فیه غیر منتدح لما یسمونه بالاسهاب و من قرأ مؤلفات الافرنج فی أی لغة من لغاتهم العدیدة عرف أنهم لم یکتبوا بلغة التلغرافات الا التلغرفات."