خلاصه ماشینی:
"أنه*فی هذه المدة غیر الیسیرة-منذ أنشئت باکستان لم یقم زعماؤها بخطوة جریئة نحو توجیه المعارف- التی هی العمود الفقری لتوجیه الدولة و إنشائها إنشاء جدیدا یتفق مع روح الإسلام و أهدافه.
إن تمزق باکستان کان نتیجة طبیعیة للتنکر للإسلام و إهمال مبادئه فی أسلوب الحیاة و الحکم،و الوقوع فی شراک القومیة البغیضة التی شطرت الدولة إلی دولتین فی الشرق و الغرب.
لقد کان«البنغالیون»من أسبق الناس هتافا لباکستان قبل قیامها بل إن-«مجیب الرحمن»کان من أشد الناس حرصا علی قیام هذه الدولة و تضحیة فی سبیلها فما الذی حدث،و غیر قلب الأخ علی أخیه، و جعل من شقیق الأمس عدوا لشقیقه، و جعل من-العدو المشترک-حلیفا و منقذا بعد ربع قرن من الحروب و القطیعة؟ إن النظرة الخاطفة تجاه هذه المأساة تعزو ذلک إلی اختلاف اللغة و الجنس و لکن هذه اللغة و هذا الجنس لم یقفا حائلا عند قیام الدولة...
لقد اختفت سمة الإسلام من وجه الحیاة الباکستانیة، و تسلم الحکم طائفة من الطغاة و المردة، و ابتلیت باکستان بزعماء یعبدون أنفسهم من دون الله سبحانه،و إذا کان«ذو الفقار بوتو-یحاکم الیوم بجریمة قتل منفردة، فإن الجریمة الکبری التی ارتکبها کانت أضعاف أضعاف هذه الجریمة ملیون مرة!!
لو استجاب لنداء العقیدة و العقل، لما تمرد«حزب عوامی»و زعیمه فی الشرق و لو خضع لمنطق الحیاة و الإیمان لما کانت المأساة التی لطخت وجه الأشقاء بالدم و لکن عبادة«الذات»،و حب التملک و التسلط،و إهدار مبادیء الشئوری و العدل و الاستهجان بکل ما هو«لیس منی»،قاد باکستان المسلمة الی اتخاذ مواقف لم تکن فی حسبان أی فرد من (1)الصراع بین الفکرة الإسلامیة و الفکرة الغربیة- العلامة أبو الحسن الندوی."