خلاصه ماشینی:
"(*)قال الله تعالی: «و قالت الیهود عزیر ابن الله و قالت النصاری المسیح ابن الله ذلک قولهم بافواههم یضاهون قول الذین کفروا من قبل» (التوبة 03) قوله:عزیر ابن»قرأه عاصم و الکسائی بالتنوین، جعلاه مبتدأ،و«ابنا»خبره،فثبت التنوین فیه،وقرأ الباقون بغیر تنوین فی«عزیر»جعلوه مبتدأ و«ابنا» صفة له،فحذف التنوین فیه لکثرة الاستعمال،و لأن الصفة و الموصوف کاسم واحد،و یجوز أن یکون حذف التنوین لسکونه،و سکون الباء من«ابن»و اثبات التنوین،مع کون«ابن»صفة،لا یحسن،لأنه مرفوض غیر مستعمل،و هو الأصل،إذا جعلت«ابنا»خبرا أثبت ألف الوصل فی الخط فی«ابن»فإذا جعلته صفة لم تثبت الألف فی الخط فی«ابن»،و«عزیر»علی هذا مبتدأ،و الخبر محذوف،تقدیره:عزیر بن الله نبینا،أو صاحبنا،و یجوز أن یکون«عزیر»مع حذف التنوین، خبر ابتداء محذوف،تقدیره:صاحبنا عزیر،و نبینا عزیر،فإذا قدرت حذف التنوین،لالتقاء الساکنین،جاز أن یکون«عزیر»مبتدأ و«ابن»خبر،کالقراءة الأولی،و جاز حذف التنوین لالتقاء الساکنین،لأنه مشبه بحرووف اللین،ألا تری أن النون قد حذفت فی(لم یک) کما حذفت الألف فی(لم أبل)،و تبدل الألف من التنوین.
و لکن طبیعة الإثرة غلبت علی نفوسهم،فعز علیهم أن یکون هذا النبی من العرب لامنهم،و أن یزعزع مکانتهم الدینیة أحد من غیرهم،أو تشارکهم أمة أخری فی هذه المیزة لأنهم کانوا یتوهمون-کما مر بنا-أنهم أبناء الله و أحباؤه-و شعبه المختار فی الأرض،و أن الرسل و الانبیاء لا یکونون إلا منهم،فلما أرسل الله سبحانه محمدا(صلی الله علیه و سلم)من العرب لا منهم،ملأ الحسد قلوبهم،و أکلتهم الغیرة العمیاء،فحرفوا ما جاء فی کتابهم عنه،و غیروا کل ما یدل علیه من اسم أو صفة أو إشارة،بعد أن أضمروا له البغضاء و العداوة و الحقد، و لمن اتبعه من المؤمنین."