خلاصه ماشینی:
"و إذ کان أولئک العلماء الجزائریون المصلحون قد استطاعوا أن یتعمقوا فی هذه المبادیء الإصلاحیة الجلیلة،و أن یستخلصوا منها تلک القواعد التنظمیة الخالدة،فنحن بفطرتنا أولی بذلک،لأننا ننتسب إلی شعب أعدته السماء أکثر من أی شعب آخر لفهم تلک المبادیء و تطبیقها،و الظفر نتائجها الرائعة و هی الصلابه و التماسک و الدوام و الثقافة و الخیریة،و بالإجمال معالم الإنسانیة الرفیعة السائرة إلی التقدم سیرا متواصلا، و لم لا؟ألسنا صلالة هذا الشعب الذی تثبتت فی أعماقه منذ القدم حاسة إرادة البقاء بصورة تجعلها تکاء تکون من جوهر وجوده ذاته أو لسنا أبناء أولئک الذین کانوا یؤمنون بأنهم تلقوا معارفهم عن السماء مباشرة؟بل ألسنا منحدرین من أولئک الذین کان یقال عنهم منذ العصور الأثریة:«إن شعب مصر هو الشعب الدینی بأدق معانی هذه الکلمة؟ و إلی جانب هذا کله ألم یکن أکبر حکماء الأرض فی العالم القدیم-کفیثا غورس، و أفلاطون و فلوباخوس و غیرهم-یأتون إلی وادی النیل لعلهم یظفرون بجانب من أسرار معابده أو یتتلمذون علی کهنته الذین لا یستطیع علماء العصر الحدیث سبر أغوار معارفهم؟الحق أنهم کانوا یأتون إلی هذا الوادی لینقبوا عن الحقیقة المضنون بها علی غیر أهلها،و هی التی تشرح ألوهیة التوحید أو دین الفطرة الذی تفضلت به العدالة السماویة علی جمیع أهل الأرض و الذی حدثنا القرآن أن الله قد أنبأ به البشریه کلها فی المیثاق الأول و فی هذا المعنی یقول مؤرخ الآثار القدیمة(ماکسیموس)التیری ما نصه: «أشهر الفلاسفة قد استعاروا أفضل النظریات فیما لدیهم من الحقائق و الأمور الخالدة و الفکر الخصبة من التقالید الدینیة للإنسانیة."