خلاصه ماشینی:
"و کأن هذا الجدید الذی ابتعد عن الربیة فی قول المعربین(أکد علی الأمر)قد جاء من نظیر له فی الفرنسیة لم تلتزم دلالته المعروفة لجهل من المترجم الذی ذهب إلی شیء من السعة1.
إن دلالة الفعل فی فصیح العربیة هی القصد،یقال:صمدت إلی کذا،أی قصدت إلیه،و المصدر(الصمد)و منه قوله تعالی (الله الصمد) أی المصمود إلیه، المقصود،و(الصمد)فی هذه الآیة هو(فعل)بمعنی(مفعول)مثل(السلب)بمعنی (المسلوب).
لقد اجتهد المجمعیون أن یقربوا بین هذا المعنی فی الآیة و معناه فی استعمالنا الحدیث و کأنهم لمحوا بعض الصلة،و لکنهم لو ابتعدوا عن هذا الشقاء،و ذهبوا إلی أن الجدید و مثله الکثیر الذی لا یحصر عدده،هو عربیة معاصرة،لأفادوا و بقوا فی حیز العلم الذی یقضی بتغیر اللغة،و کیف أن أفهم قول المعاصرین: (أخذته بنظر الاعتبار)؟ 11-اعتمد: جری المعاصرون علی إسقاط الحرف(علی)بعد الفعل(اعتمد)فقالوا:اعتمد الأصل،و اعتمد فلان قانون العمل و غیر هذا.
ألنا أن نذهب إلی الحذف و الإیصال الذی عرف کثیرا فی فصیح العربیة فیکون لنا أن نقول بصحة قول المعاصرین:(اعتمد القضیة)؟ قد یکون لنا هذا إذا عرفنا أن(الاستعانة)هی بالشیء،و قد تسقط الباء بعد الفعل فیصل الفعل(أستعان)إلی مدخوله،قال تعالی (و ایاک نستعین) .
و قالوا جریا علی الواقع(المعاش)و کأنهم ذهبوا بهذا الفعل إلی المزید(أعاش) فصنعوا اسم المفعول(معاش)و هذا جدید لا أصل له فی العربیة.
أقول:بعد هذا العرض من الأفعال یحسن بی أن اذکر طائفة من الجمل وقع فیها أفعال خاصة لا نعرف دلالتها فی فصیح العربیة،و قد شاعت فاندست فی العربیة المعاصرة و کانت من مادة هذه اللغة التی درج علیها المعربون."