خلاصه ماشینی:
"الثنائیة اللغویة و الاستلاب الثقافی(ثنائیة اللغة العربیة-الفرنسیة): إن مشکلة الثنائیة اللغویة فی الوطن العربی، علی الرغم من کون المواجهة بین الوطن العربی و الغرب،تعود إلی زمان حملة نابلیون علی مصر سنة 1798 م،و علی الرغم من کون غالبیة بلدان المنطقة العربیة قد طالها الاستعمار الأوربی،إلا أن هذه الثنائیة لم تترک آثارها إلا فی لبنان،و من ثم منذ عهد قریب جدا بلدان المغرب العربی.
فلو کان الاتصال منحصرا داخل حدود التجمعات اللغویة لعرفت الإنسانیة عددا من الثقافات المتعددة،بعضها معادل لعدد اللغات، کما صرح و اینربخ18،وبخاصة بعد تآکل اللعلاقة التی تصل الثقافة باللغة،حیث یتعرض أغلب الباحثین إلی مفهوم الثنائیة الثقافیة فی أثناء طرحهم لمفهوم الازدواجیة اللغویة،و علة هذا أن اللغة تشکل فی الوقت نفسه إحدی مکونات الثقافة، و کذلک وسیلتها المفضلة للتعبیر.
و یتعارض کلود شارمیون تماما مع رأی غرمادی،الذی یری أن الازدواجیتین اللغویة و الثقافیة تشویهات، یلحقان اللسان و الثقافة،و أن الفرنسیة أخذت تحل محل العربیة بعد عقد الحمایة الفرنسیة علی تونس سنة 1881 فی جمیع المجالات،حیث إن المثقف لا ینتسب إلی ثقافة معینة إلا إذا کان یفکر داخلها، و التفکیر داخل ثقافة معینة لا یعنی التفکیر فی قضایاها،بل التفکیر بوساطتها39.
التوصیات: خرجت الدراسة بالعدید من التوصیات من أهمها: 1-یجب أن یدرک المثقفون الحاجة إلی التنمیة الثقافیة فی المجتمعات العربیة خاصة،و أن هناک حالة عدم توازن بین عناصر الثقافة المتعددة،بمعنی أن توقعات المجتمع و احتیاجاته المادیة و المعنویة قد تمت و تعقدت إلی الحد الذی لم تعد البنی التقلیدیة القائمة قادرة علی مواجهتها أو إلغاء متطلباتها،لذا فإن الثقافة القائمة علی ثنائیة اللغة العربیة- الفرنسیة قد تتیح الفرصة لذلک."