خلاصه ماشینی:
"3-الممارسات الدبلوماسیة السوفیتیة بعد قیام الدولة السوفیتیة: بعد فترة قصیرة من قیام الثورة الباشفیة ظهر ازدواج معین فی السیاسة الخارجیة السوفیتیة فقد کان من الممکن دائما أن یسأل نظریا عما إذا کانت الأولویة فی أی قضیة ینبغی أن تکون للمصالح القومیة السوفیتیة أم لمصحلة الثورة العالمیة،إذ أن الجمهوریة السوفیتیة أصبحت من وجهة النظر الدولیة حقیقة،و قد کان لدی البلاشفة دافع قوی للمحافظة علی سلطة الدولة ضد اعتداءات الدول الأخری،و هکذا فرضت علی البلاشفة سیاسة مزدوجة و أحیانا متناقضة مع نفسها و هی محاولة التعجیل بسقوط الدول الرأسمالیة،و محاولة التفاوض معها،و قد لجأت الدبلوماسیة السوفیتیة منذ البدایة الی أسلوب قدر له أن یظل متبعا لفترة طویلة،و هو أنه من غیر الممکن عملیا أن یقوم النظام السوفیتی باتخاذ العداء الکامل من کل الحکومات الرأسمالیة علی السواء،و أن تتخذ هذه الحکومات نفس الموقف منه،إذ أن الانقسام فی العالم الرأسمالی کان أفضل ضمان لبقاء النظام السوفیتی.
(3)المرجع السابق،ص 62 (4)المرجع السابق،ص 63 کما کان شیشرین من الأنصار الأوائل لنظریة التعایش السلمی بین الدول ذات الأنظمة المختلفة،فقد ذکر: «قد تکون هناک إختلافات فی الرأی حول مدی إستمرار النظام الرأسمالی،و لکن النظام الرأسمالی یوجد فی الوقت الحاضر،و من ثم لا بد من ایجاد صیغة عمل حتی تستطیع بلادنا الاشتراکیة و البلاد الرأسمالیة أن تتعایش سلمیا و تکون علی علاقة طبیعیة ببعضها البعض،و أن هذا ضروری لمصلحة الجمیع»5 و یلاحظ أنه فی الأیام الأولی للثورة،حینما کانت الثورة العالمیة تبدو وشکیة الوقوع أصبحت مهمة الدبلوماسیین السوفییت-و یختارون من الثوریین ذوی النظرة الدولیة-أن یتصرفوا علانیة،کما لو کانوا لیسوا معتمدین لدی الحکومات الأجنبیة،و لکن لدی البرولیتاریا العالمیة،أو القسم منها الموجود فی البلد المعتمدین لدیها."