خلاصه ماشینی:
"إن اصطلاح الدین فی نظر علم الاجتماع أوسع من أن یقصد به الدیانات السماویة،و هذا فریزر یری أن الدین بدأ بظهور فکرة الآلهة، أو علی أکثر تقدیر بظهور أرواح الأفراد أو أرواح الطبیعة التی یتخیلها المرء علی غرار أرواح البشر،و یقول دور کایم: إن العنصر المشترک حقیقة بین جمیع الدیانات هو معنی الأمور المقدسة،فتقوم علی تصنیف الأشیاء فی نوعین متضادین: قدسی و دنیوی،و الأشیاء المقدسة لیست مجرد الکائنات الشخصیة من آلهة أو أرواح، بل قد تکون صخرة أو شجرة أو نبعا أو نهرا أو قطعة خشب،و قد یوجد هذا الطابع فی طقوس أو ألفاظ.
إنک إن طرحت منها أهواء الحدس و التعمیم و شهوات المجازفة بالتقنین تقدم أبحاثا ذات قیمة کبیرة،لو فهمت علی وجهها،و أحسنت الاستفادة منها؛لنستمع إلی باستید یقول:«تظهر الدیانات و تتطور داخل الحضارات التی لا یمکن أن تسبقها أو تتأخر عنها دون أن تتعرض للموت، و معنی هذا أن هناک علاقات بین النماذج الدینیة و بین مختلف التراکیب الاجتماعیة.
لکن الدین فی الوقت نفسه یجعل نظمه و شرائعه من المرونة بحیث لا تنحصر و لا تنغلق و لا تتجمد«فالدین-أخیرا-مجموعة من العقائد و العواطف أکثر من أن یکون مجموعة من النظم؛لأن النظم لما کانت تهدف إلی تنسیق العلاقات المادیة بین الناس کانت تتوقف إلی حد کبیر علی الشروط العمرانیة و الخاصة بالترکیب المادی للمجتمعات، و تحضع الهیئات الدینیة لنفس هذه الشروط بالقدر الذی تکون فیه نظما اجتماعیة، و لکنها تفسح المجال للقلوب الطموحة و للحاجات العقلیة،و حینئذ نجد نصیب الأعمال الإلهیة فیها أقل منه فی أی مجال آخر»کما یقول باستید."