خلاصه ماشینی:
"). صحیح أن تطبیق تلک الأفکار ما یزال یصطدم إلی حد بعید بمعارضة الولایات المتحدة و المانیا الغریبة و الیابان،لکن من الأرجح کما هو واضح من بعض الانجازات الحدیثة(إنشاء صندوق التنمیة الزراعیة،بدایة قیام الصندوق المشترک للمواد الأولیة)؛أن هذه المعارضة ستخف تدریجیا علی مدی السنین،خاصة أن اتجاه تقریر برانت-و هو نفس اتجاه السید ماک نمارا منذ بضعة سنین-هو الإتجاه الوحید السالک ضمن التصورات القائمة فی موضوع تنمیة العالم الثالث.
فهو عمل متقدم من جهة،لأنه یتبنی معظم مطالب العالم الثالث بشأن إصلاح النظام الاقتصادی الدولی، و هو إتباعی من جهة أخری لأنه لم یأت بأی جدید فی الفکر التنموی،بل لأنه یکرس اتجاه الفکر التنموی السائد الذی یلقی عبء الإصلاح علی إقامة مزید من آلیات التمویل لصالح العالم الثالث،دون النظر إلی جذور مشکلة التخلف فی بعدیها التاریخی (3)لا بد من الإشارة إلی أن عدد المشترکین فی اللجنة من مسؤولی دول العالم الثالث(10)یفوق عدد المشترکین من مسؤولی الدول الصناعیة(8).
و فی الباب الخامس دعوة إلی الإصلاح الزراعی و اعتماد توصیات المؤتمر الدولی حول الإصلاح الزراعی و التنمیة الریفیة(الذی انعقد فی روما تحت رعایة منظمة التغذیة العالمیة فی 1979) و کأن أصحاب التقریر یجهلون تماما الانتقادات العدیدة التی تعرضت له أعمال هذا المؤتمر،کما یجهلون أن الإصلاح الزراعی حیث تم لم یقض بتاتا علی الفقر و التغذیة الناقصة فئات واسعة من السکان.
و الانتقادات الموجهة فی هذا الجزء من التقریر إلی إجراءات التمویل المعتمدة حالیا من قبل المصارف الدولیة و البنک الدولی للإنشاء و التعمیر،هی فی معظمها انتقادات وجیهة، خاصة من ناحیة تشجیعها المفرط للمشاریع العملاقة الحجم و المشاریع القائمة علی استثمارات جدیدة علی حساب المشاریع التی من شأنها زیادة کفاءة و استعمال الطاقات الانتاجیة القائمة محلیا و غیر المستغلة."