خلاصه ماشینی:
"و لا تطول الترجمة و یستفیض الحدیث الا اذا کانت المرأة صحابیة معروفة فی الروایة،و هنا یجول المصنف جولته فی جمع الأحادیث التی روتها مستقصیا فی ذلک الطرق2،و الا اذا کانت صحابیة لها دورها فی بدء الدعوة،و عندها لا یکثر من نقل ما روته عن النبی،صلی الله علیه و سلم فقط،بل یفیض فی سرد أخبارها کلها علی ما هو معروف عنده فی نقل الأخبار؛یذکر اسم المترجمة و نسبها و بعض الأحادیث من روایتها،و خلقها و خلقها و شیئا من علاقاتها الاجتماعیة و السیاسیة،ثم وفاتها.
و مهما کانت هناک من مبالغات فی أقوالهن،و أخبار جرأتهن و فصاحتهن فان تلک الأقوال و الأخبار تؤکد لنا أن المرأة کانت تؤلف فعلا نصف المجتمع،و أنها عاشت حیاتها کاملة، و لعبت فی الحیاة السیاسیة و الاجتماعیة دورا کبیرا لا یقل عن دور الرجل،حتی اننا نجد الواحدة منهن تتجشم عناء السفر،لتدخل علی معاویة فی شأن من الشؤون،و حین یذکرها بمناصر تهالعلی لا نجدها مضطرة الی کلمة نفاق واحدة،بل انها تبدی رأیها بکل قوة و جرأة،أهو تسامح الخلیفة،أم شجاعة المرأة،أم أنها الفطرة السلیمة،و التربیة الاسلامیة الصادقة؟و أجدنی مضطرة الی أن أقتطع نتفة من خبر أم البراء21بنت صفوان مع معاویة عل ما فیه من طرافة یکون حافزا علی مراجعة الخبر بتمامه.
و اذا کانت مراجعة هذه الأخبار تغنی الباحث عن العودة الی کثیر من الکتب فان فیها من الحقائق التاریخیة، و النوادر الأدبیة ما لا نجده فی مصدر آخر لأن الکتب التی بین یدی المؤلف قد أتی علیها الزمن،و حفظ لنا ابن عساکر قطعا نفیسة منها لا یمکن أن یفید فی موضعها سوی أصل الکتاب الذی کان ینقل منه."