خبایا الزوایا: الوساطة للجرجانی مقاله

"و الی ما للعرب فیه لغات فاقتصروا علی اسلسها و ارشقها کما رأیتهم فعلوا فی صفات الطویل فانهم و جدوا للعرب فیه نحوا من ستین لفظة اکثرها بشع شنع کالغشنط و الغبطنط و العشنو و الجشرب و الشوقب و السهلب و الشوذب‌ و الطاط و الطود و القاف و القوق فنبذوا جمیع ذلک و اهماوه و اکتفوا بالطویل لخفته‌ علی اللسان و قلة نبو السمع عنه و تجاوزوا الحد فی طلب التسهیل حتی تسمحوا ببعض الحن و حتی خالطتهم الرکاکة و العجمة و اعانهم علی ذلک الحضارة و سهولة طباع الاریاف فانتقلت العاد و تغیر الرسم و استحدثت هذه السنة و احتذوا بشعرهم‌ هذا المثال فترققوا ما امکن و کسوا معانیهم الظف ما سنح من الالفاظ فصارت‌ اذا قیست بذلک الکلام الاول یتبین فیها اللین فظن ضعفا فاذا افرد عاد ذلک‌ اللین صفاء و رونقا و ضار ما تخیلته ضعفا رشاقة و لطفا فاذا رام احدهم الاعراب‌ و الاقتداء بمن مضی من القدماء و لم یتمکن من بعض ما برومه الا باشد تکلف‌ و اتم تصنع و مع التکلف المقت و للنفس عن التصنع نفرة و فی مفارقة الطبع فلة الحلاوة و ذهاب الرونق و اخلاق الدیباجة."