خلاصه ماشینی:
"و لقد قارن دافید راسل بین الاستماع و القراءة حین قال:«إن الرؤیة یقابلها السماع،و الملاحظة یقابلها الاستماع،و أخیرا القراءة و یقابلها الإنصات،و یمکن أن نوضح ذلک بأن الإنسان قد یسمع بشکل عابر صفارة القطار،أو ضوضاء الشارع،و لکنه فی وقت ثالث حین یکون أمام المعلم فی الفصل فإنه ینتبه إلی صوته و یتابع حدیثه و توجیهاته،إنه فی هذه الحالة ینصت لأنه یرید أن یفهم و یستوعب و یفسر و ینقد،و من هنا تستخدم کلمة استماع للدلالة علی الإنصات و الفهم و الاستیعاب و التفسیر و النقد»2.
فبعد أن کانت مجرد تعرف علی الکلمات و الحروف و نطقها من مخارجها الصحیحة بصوت مسموع،أصبحت تستلزم الفهم و الربط و الاستنتاج ثم نتیجة للتغیرات الاجتماعیة و الاقتصادیة اتجه الدراسون إلی العنایة بالنقد لتحلیل النص و مناقشته لیتمکنوا من الحکم علیه و الأخذ منه ما تقبله عقولهم و إبداء الرأی بدون خوف أو اضطراب«و من هنا أضیف إلی مفهوم القراءة عنصر آخر هو تفاعل القاریء مع النص المقروء، و التقدیر،أو بالحزن أو السرور أو نحو ذلک،مما قد یکون نتیجة نقد المقروء،و التفاعل معه و بذلک أصبح مفهوم القراءة علی النحو التالی: نطق الرموز و فهمها و نقدها و تحلیلها و التفاعل معها و حدوث رد فعل بالنسبة لها،ثم تطور إلی أن یستفید الإنسان من القراءة فی حل المشکلات التی تعترضه فی حیاته من جمیع جوانبها،و تنمی لدیه اتجاهات إیجابیة نحو نفسه و مجتمعه،و تغیر من سلوکه إلی الأفضل.
و هی فرصة عظیمة للتدریب علی مخارج الحروف و قیاس قدرة القاریء علی النطق السلیم للرموز الکتابیة،و حسن توظیف علامات الترقیم،أثناء التعبیر الشفوی،و هی أکثر صعوبة من القراءة الصامتة لأنه مع التشویش الصوتی قد تضیع بعض المعانی أو یفقد القاریء الترکیز فی مدلولاتها،أو یحتاج الرجوع إلی السطور السابقة مرة أخری لإدراک المعنی متصلا متکاملا،فالترکیز و الوعی أو ما یمکن أن نطلق علیه التربص لالتقاط المعانی أو تحدی النص لإثبات القدرة علی الاستیعاب مع تحریک الشفتین حتی تتم المهارة بنجاح و یصل القاریء إلی أهداف (1)تدریس فنون اللغة العربیة."