خلاصه ماشینی:
"و ذلک کله یثبت أن التقابل الدلالی یشکل ظاهرة لغویة أسلوبیة ممیزة فی سورة النساء؛بل و یعد أحد طرق العرض الرئیسة،و وسیلة من وسائل الإقناع و الاحتجاج التی استخدمها القرآن الکریم،حیث سیدرک المتتبع للسورة أن التقابل الدلالی فیها قد جمع بین قوة الإقناع العقلی،و جمال الإمتاع اللفظی؛ لذا کان جدیرا بالدرسة و النظر؛حیث إن موضوع البحث هو«التقابل الدلالی دراسة نظریة تطبیقیة فی سورة النساء»،أما مجال البحث فهو علم الدلالة الترکیبی،و نظریة العلاقات الدلالیة،أما المنهج المتبع فی البحث فهو المنهج (1)مدخل إلی علم الدلالة،فرانک بالمر:441،علم الدلالة،جون لاینز:59.
7-رفض اللغویون الغربیون(طباق السلب و الإیجاب)،و کذلک لم ینصوا علی التقابل الواقع بین المتماثلین لفظیا نحو قوله تعالی: و جزاء سیئة سیئة مثلها [سورة الشوری:الآیة 04]حیث خرجت هاتان الصورتان من باب التقابل الدلالی عند اللغویین الغربیین.
أولا:التقابل الحاد فی سورة النساء: و هو التقابل القائم علی نفی أحد زوجی التقابل مما یؤدی إثبات الآخر، و یستحیل اجتماعهما معا،و هو ما سماه العرب القدماء بالتضاد الحقیقی حیث یکون الزوجان فی غایة الخلاف و البعد،و سوف یضم إلی هذا النوع تقابل السلب و الایجاب حیث تؤید الباحثة العرب القدماء فی عد(السلب و الایجاب) من التقابل؛لأن أداة النفی تقلب الدلالة فیقع التقابل بین الزوجین،و إن کان کارول بونتنج قد رفض إدخال(السلب و الإیجاب)فی باب التقابل.
أما المبحث الثانی فتناول«التقابل الدلالی فی الدرس اللغوی الحدیث» تناولت المقدمة التغیرات التی شهدها علم الدلالة الحدیث من الانتقال من المفردة إلی الجملة ثم السیاق ثم النص،فأصبحت العلاقة بین البلاغة و الدلالة علاقة تأثیر و تأثر؛لذا کانت ظاهرة التقابل الدلالی بابا یتجاذبه الدلالیون، و البلاغیون،حتی أصبح مبحثا حیویا عند علماء الدلالة کـ(بالمر)و(جون لاینز)و غیرهم،ثم أصبح مبحثا أسلوبیا نصیا عند(برند شبلنر)."