خلاصه ماشینی:
"تطبع لهم فی أوراق و کراریس و تلقن تلقینا کمواد ثابتة و جاهزة نزعت عنها آثار الجهد العلمی فأصبحت من حقائق التنزیل لا یطالها الشک و بالتالی لا تقبل النقاش و انما یجوز السؤال بقصد الاستیضاح لا بقصد المراء،عملا بالقول المأثور:«انما هلک من قبلکم بکثرة السؤال»و قد انتجت هذه الفلسفة المبسطة،المشعبنة،حرکات عاصفة علی امتداد القرن العشرین،تماما کما سبق لایدلوجیات کبری قبلها ان اثارت عواصف غیرت مجری المیاه فی اکثر من مکان،و لا یسعنی التنبؤ الی أین ستصیر المارکسیة فی ثوبها الشعبی هذا.
و یمکن أن یحتفظ بعمق فلسفی غیر مقید بإعتبارات القراءة السریعة،و من هذا القبیل کتاب لینین الفلسفی الذی یحمل بعض قرائنا علی لغته النضالیة الجادة فیحسبونه سهل المنال،بینما یتناوله النقد البرجوازی من خلال هذه اللغة کمثال عی الفلسفة الحماسیة،و الکتاب اذا جردناه من لغته لا سهل المنال و لا حماسی،بل یمکن اعتباره من کتب الخاصة،و لو أنه لا یصل الی أن یکون لخاصة الخاصة لأن المخاطب به هم الکوادر و القادة الحزبیون فی المقام الأول.
هل یعنی هذا أن الحرکة الثوریة غیر موجودة فی الصراع الدائر الآن،مهدی لا ینفی وجودها بل فاعلیتها،فهی موجودة و لکن کتابع فی حرکة یقودها عدو طبقی متدامج مع العدو الامبریالی ستعمل الفکر الانتهازی لمصادرة دور الطبقة العاملة و أحزابها،و منعها من تصدر النضال علی الجبهة المزدوجة ضد الاستغلال المحلی و النهب الخارجی،ملوحا لها مرة بتأجیل الطبقی لصالح القومی و قائما مرة بسرقة شعاراتها الاجتماعیة لیکون البدیل الناجح عن صاحب القضیة الفاشل.
و قد یکون الموقع فی شروط أخری قیادیا،لا سیما بعد استلام السلطة،دون أن یکون بالضرورة طلیعیا،و مثال مهدی لهذه المفارقة هو بولندا حیث تمیز تطور السیرورة الثوریة بوجود تناقض بین الطبقة العاملة و حزبها نفسه استحال فیه حزبها الذی هو اداة التغییر الثوری الی عائق لهذا التغییر."