خلاصه ماشینی:
"وقد تعاطی الإسلام مع مثل هذه الاعتقادات، حیث تحدث عن وقوع النحس لأقوام فی بعض الأیام، التی قد یعتقد البعض أنها تحمل فی ذاتها نحسا أو سعدا، وهو فهم خاطئ، ولم تشر إلیه الآیات أو الأحادیث مطلقا: 1ـ فی آیتین من القرآن کان الحدیث حول نحس وشؤم وقع فی بعض الأیام: أـ ﴿فأما عاد فاستکبروا فی الأرض بغیر الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم یروا أن الله الذی خلقهم هو أشد منهم قوة وکانوا بآیاتنا یجحدون * فأرسلنا علیهم ریحا صرصرا فی أیام نحسات لنذیقهم عذاب الخزی فی الحیاة الدنیا ولعذاب الآخرة أخزی وهم لا ینصرون﴾ (فصلت: 15 ـ 16).
وبعد بعثة النبی الأعظم| رأی الجن أن تلک السماء لم تعد کما کانت من قبل مفتوحة، بحیث کانوا یتسللون فیسرقون بعض الأخبار، ولکنها أصبحت مملوءة بحرس، بحیث إذا اقتربوا منها رموا بالشهب، والتی هی کنایة عن نوع من الطاقة التی کانت تحرق الجن، وتردیه قتیلا، فقالت الجن: إننا رأینا الوضع قد تغیر، فلا نستطیع القرب من السماء، ولا نعرف هل هو شر أرید بأهل الأرض أم أراد بهم ربهم خیرا؟ لا نعرف منشأ هذا التغییر هل هو خیر أم شر؟ ولکنه کان خیرا بأهل الأرض، فقد کانت الآیات تنزل تتری، ولم یستطع أحد من الجن أن یقرب الوحی، ولو استطاعوا لعملوا علی تحریفه، بطلب من الکفار والحاقدین: ﴿وأنا لمسنا السماء...
و هذا ما أشار إلیه العلامة مطهری فقال: «انطلاقا من هذه الآیات أصبح واضحا أمامنا أسلوب التعامل مع الجن، من حیث إن القرآن قد تحدث عنهم، وذکر أنهم من ضمن المخلوقات التی تعیش معنا فی عالم الوجود، إلا أنه لا یجب السعی وراء علاقة معه، فحتی حین أتوا واستمعوا إلی القرآن لم یکن ذلک من خلال ارتباط مباشر بشخص النبی الأکرم|."