خلاصه ماشینی:
"هذا وقد سعی الإسلام لأن یکون الاهتمام بحقوق الطفل نابعا من داخل العائلة، وأن یشعر الأب والأم ـ بوجدانهما ـ بالمسؤولیة إزاء رعایة حقوق طفلهما؛ وذلک لکی تتم المحافظة علی متانة الأسرة بصفتها نواة المجتمع واللبنة الأولی فیه من کل جهة؛ ولکی یخلق فی الشخص ـ من جهة أخری ـ، ومنذ بدایة طفولته، الاستعداد للتأقلم مع الصعوبات الاجتماعیة، ومواجهة انحرافاتها، فیتمرن عبر ممارساته داخل العائلة لتکوین علاقة فضلی مع مجتمعه فی المستقبل، فلا یشهد المجتمع الإسلامی المشکلة التی برزت الیوم فی المجتمعات الحدیثة، ولاسیما فی الغرب، باسم: تعارض حقوق الطفل والنظام الاجتماعی( 533 ).
یبدو أنه لیس المراد من التعبیر عن الحیاة بأنها حق المفهوم الاصطلاحی للحق، بل المقصود أن حق الحیاة هو الأساس الذی تبنی علیه شخصیة الطفل; لأن الإنسان لا یعد شخصا ما لم یتمتع بالحیاة، ولا یمکنه والحال هذه أن یتمتع بأی حق من حقوقه أصلا، ولهذا عبر البعض عنه بالحق الفطری أو الذاتی أو الطبیعی أو الأصیل (أی الذی یتسم به الشخص أصلا منذ أن یولد من بطن أمه)، أو بعبارة أخری: إنه الحق الذی یشکل قاعدة وأساس جمیع الحقوق الإنسانیة( 536 ).
ومن ثم فرعایة حق امتلاک الطفل للاسم، وهو الحق الذی قررته المادة السابعة( 543 ) من المعاهدة الدولیة الخاصة بحقوق الطفل، وفرضت الالتزام به علی الدول الموقعة لها، إن رعایة هذا الحق عبر عنه فی الحقوق الإسلامیة بـ «الاسم الحسن»، مع أخذ دوره التعریفی بنظر الاعتبار، وذلک لکی یذکر الطفل باسم جمیل، بالإضافة إلی امتلاکه حق أن یکون له اسم."