خلاصه ماشینی:
"ومن جملة الآلیات التی تتعرض إلی الزوال والاستئصال آلیة <المحظور والمسموح>، فمن خلال هذه الآلیة یستطیع المراقبون الاجتماعیون تخویف الأفراد من ارتکاب المحظورات، ومنعهم من الوقوع فی الانحرافات الاجتماعیة، إلا أن المجتمع فی عصر ما بعد الحداثة یجد کثیرا من المحظورات قد أبیحت، أو لا مفر منها علی أقل تقدیر، فأی مراقب اجتماعی یستطیع الیوم أن یستخدم آلیة <المحظور والمسموح>؟ إذا تحلینا بشیء من الموضوعیة نجد الساتر الدفاعی للقیم الدینیة والثوریة قد تهاوی الیوم بفعل آلیة <البعد والقرب> المطبقة علی المجرمین والسجناء، وتزاید الانحرافات الاجتماعیة، من قبیل: الإدمان علی المخدرات والمشروبات الکحولیة، والانحرافات الجنسیة، والجرائم الاقتصادیة، ونظائرها، فالمواجهة المتسرعة وغیر المدروسة لظاهرتی الفضائیات والإنترنت یزید من شره الشباب وتحمسهم لهاتین الوسیلتین الإعلامیتین، کما أن الطرق والمناهج المتبعة لإحیاء فریضة <الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر>، باعتبارها أمرا حیاتیا وأصلا إسلامیا مهما، قد أفقدت مصداقیتها وفاعلیتها فی العقود الأخیرة، ونفهم من کل هذا أن زمان آلیتی <البعد والقرب> و<المحظور والمسموح> قد ولی، ولابد من علاج جدید لهذه الأمراض الفتاکة.
وهذا الحدیث یتناول قدرة تأثیر کل من العقل والشهوة، فالإنسان إنما یمیل إلی الشهوة لأنه یری فیها قدرا وقیمة، بینما إذا کمل عقل الإنسان فسیتغیر تقییمه للأشیاء، ویدرک أن الأهواء الشهوانیة لا قیمة لها، ولا مبرر للانحراف وراءها، وقد قال الإمام علی×: <من کمل عقله استهان بالشهوات>( 584 ).
5 ـ وعی مضاعفات الانحراف الجنسی ـــــــ یعد الالتفات إلی عواقب الانحرافات الجنسیة ومضاعفاتها السیئة طریقا وقائیا فی هذا المجال، فلکل سلوک منحرف آفات وأضرار تعود علی الشخص والمجتمع، کما قال الإمام علی×: <من تسرع إلی الشهوات تسرعت إلیه الآفات>( 594 )."