Abstract:
إن الناظر ببصيرته في الإنسان الذي يبتدئ خلقه بتلک النطفة الضعيفة لايملـک إلا أن يسجد خاشعا في محراب هذه الحياة لله الخالق العظيم الذي أحسـن کـل شـي ء خلقه . لقد حث القرآن الکريم الباحثين عن الحقيقة بصـدق و وجـدان علـي النظـر والتدبر في کيفية خلق الإنسان وأعضاء جسده وأطوار خلقه المتتالية و معرفة ما فيه من إبداع . اليد هي أحد أعضاء الجسد الإنساني المذکور في القرآن الکريم و قـد جـاءت الإشارة إلي اليد في القرآن الکريم بالإفراد و التثنية و الجمع و مع عدد من الضمائر المختلفة ١٢٠ مرة في ١١٠ آيات من أصل ٤٧ سورة قرآنية . اليد لفظ مشترک فـي القرآن الکريم ويعرف معناها حسب سياق ذکرها من الآية . قد وردت لمعان عديدة : للنـعمة والتفضل والقـوة والقـدرة واالملـک والسـلطان والطاعـة والانقيـاد والـذل والاستسلام والحفظ والوقاية والغياث والجماعة والغني ومنع الظلم والقهـر والکفالـة والسبقة والجماعة . و قد اشترکت هذه اللفظة بأشکالها و أوجههـا العديـدة فـي تکـوين کثيـر مـن الترکيبات الکنائية القرآنية من مثل الآية الکريمة «فويل للـذين يکتــبون الکتـاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مماکتبت أيـديهم و ويل لهم مما يکسبون » (البقرة / ٧٩). سأحاول في هذا البحث المتواضع الإشـارة لها و للمشاهد المرتبطة بها التي وردت في کتاب الله الخالد والأدب العربي .
Machine summary:
"وردت الید فی «بین یدیه » کنایة عن الف ) قبله و بعده إلی هذا المعنی یشیر القرآن الکریم فی العدید من الآیات کقوله تعالی «قل من کان عدوا لجبریل فإنه نزله علی قلبک بإذن الله مصدقا لـما بین یدیه وهدی و بشری للمؤمنین » (البقرة / ٩٧) فقـد جاء فی تفسیر قوله تعالی «فجعلناهـا نکـالا لمـا بـین یـدیها ومـا خلفهـا» (البقـرة /٦٦) فـی تفسیرالکشاف للإمام الزمخشری : لما بین یدیها أی لمـا قبلهـا (الزمخشـری ، ٢٠٠١م : ج١/ ص ١٧٦) و فی تفسیرالبیضاوی : أی لما قبلهـا ومابعـدها مـن الأمـم أو لمعاصـریهم ومـن بعـدهم (البیضاوی ، ٢٠٠٣م : ج١/ ص ٦٧) و فی تفسیرصفوة التفاسیر: أی لمن یأتی بعـدها مـن الأمـم (الصابونی ، ٢٠٠١م : ج١/ ص ٥٦) وفی تنویرالمقباس من تفسیر ابن عباس : أی لمـا قبلهـا مـن الذنوب (الفیروزآبادی ، ١٩٩٥م : ص١٠).
یقال : مشیت بین یدی فلان أی مضیت قدامه ومنه قولنا الیوم :هاأناذا بـین یـدیک أی أمامک فاصنع بی ما تشاء (أبوسعد، ١٩٨٧م : ص ٦٦) واستخدمه امیرالشعراء أحمـد شـوقی فی میمیته المشهورة بـ «نهج البردة » بهذا المعنی حیث قال : وإن تــــقدم ذو تقـــوی بصـــالحة قــدمت بــین یدیــه عبــرة النــدم (شوقی ، ١٩٩٨م : ج١/ ص١٦٢) وقال ابن خفاجة فی همزیة یرثی بها الوزیر أبا محمد عبدالله بن ربیعة : خــررت بــین یدیــه أعلــم أنــه ذخـــری لیـــومی شـــدة و رخـــاء (ابن خفاجه ، ١٩٩٤م : ص ١٧) وقال ابن هانی الأندلسی یمدح جعفر بن علی الأندلسی : آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الاول ، ربیع و صیف ١٤٣٢هـ ."