چکیده:
کانت للمنظومات النحویة التعلیمیة کألفیة ابن مالک أهمیة کبیرة فی جمال تعلیم وتعلم قواعد اللغة العربیة لعقود من الزمن ، إلا أنه فی العصر الجدید ومع ظهور الکتب الحدیثة والمتطورة ضعف دور تلک المنظومات فی هذا المجال . ویبدو أن السبب فی ذلک هو هذا التقدم الملحوظ الذی نشاهده فی منهجیة عرض المواضیع النحویة والصرفیة فی الکتب الحدیثة إلی جانب الوضوح والسهولة التی تتمتع منا هذه الکتب ، ما تجعل الأساتذة والطلبة فی کثیر من البلدان یمیلون نحو هذه الکتب . فیأنی هذا البحث لیوازن بین منظومتین من بین المنظومات النحویة القدیمة والجدیدة وهما "ألفیة حممد بن عبد الله ابن مالک الأندلسی " (٦٠٠ – ٦٧٢هـ) و"ألفیة عبد العظیم الربیعی " (١٣٢٣ – ١٣٩٩هـ) لیفتش عن المحاسن والعیوب فیهما بغیة تقدیم اقتراح بشأن تطویر هذا الأسلوب التعلیمی ، وخلاصة هذا الاقتراح هی : «إعادة نظم المباحث النحویة والصرفیة حسب المنهج المتطور المتبع فی الکتب الجدیدة الناجحة وبالأخص من حیث ترتیب ذکر المباحث والتفکیک بین مباحث الصرف والنحو، لتضاف إلی الکتب الجدیدة علی شکل مقطوعات شعریة منفصلة فی نهایة کل مبحث ، مع مراعاة الوضوح والسهولة والدقة العلمیة ، إلی جانب الاستفادة من حماسن المنظومات النحویة السابقة وتحاشی معایبها بعد التعرف علی مواضع الضعف والقوة فیها.»
خلاصه ماشینی:
"والمنظومات النحویة التی بأیدینا بما فیها ألفیة ابن مالک مع ما تتمتع منا من رصانة وقوة لم تعد تلبی حاجات الجیل الجدید فی هذا المجال حیث لا تتمتع بالمنهجیة المتطورة التی نشاهدها فی الکتب الجدیدة من حیث ترتیب ذکر المواضیع والتفکیک بین مسائل النحو والصرف والبعد عن التشتت فی طرح المواضیع المرتبطة بعضها ببعض أحیانا، إلی جانب وجود حالة من الغموض فی بعض أبیاتیا ممایلجئ القارئ للرجوع إلی الشروح فی فهم معانی الأبیات ، ولذلک نجد لها کثرة الشروح 2 والتوضیحات من یوم أوجدها ابن مالک الأندلسی إلی یومنا هذا، ولا شک أننا لا نقصد منذا الکلام الطعن فی ألفیة ابن مالک أو سائر المنظومات النحویة القدیمة ، ذلک لأنهانظمت حسب متطلبات عصرها حیث کان الأساتذة والطلبة بحاجة إلی نص دراسی مرکز منظوم لیکون مدار حلقات دروسهم ، فقدم العلماء منظومات نحویة متعددة لسد هذه الحاجة ولعل من جلمة الأسباب فی قلة العنایة بنظم المباحث النحویة من جدید هو قلة رغبة المتعلمین فی العصر الراهن فی هذا الأسلوب التعلیمی ، کما نشاهد هذه الحالة أیضا بالنسبة لسائر العلوم ، فلم نعد نشاهد منظومات علمیة جدیدة فی الفقه أو التاریخ أو السیرة أو الطب مثلا، کما کنا نشاهدها فی العصور المتقدمة ویمکن العثور علی فهرسة بعض هذه المنظومات وأنواعها بمراجعة ما کتبه أحمد حسن الخمیسی فی مقالته ، راجع : (أحمد حسن الخمیسی ، المنظومات التعلیمیة وخصائصها، جملة آفاق الثقافة والتراث ، العدد ٢٧ و٢٨، صص ٢٠- ٢٢."