چکیده:
إن أحمد مطر الشاعر الثائر الساخر يدعو الجميع عامۀ والعرب خاصۀ إلـي الانعتـاق عـن العبوديۀ، والخضوع للسلطات التي تطمح إلي القضاء علي حريۀ الشعوب ؛ فلغتـه الشـعريۀ تمتاز بميزات بارزة فيما بينها الانزياح الذي يرمي بـه الشـاعر خلـق لغـۀ شـعريۀ مـؤثرة تقمص هموم شعبه وتمثل أداة دعوة إلي الحريۀ المنشودة. فالانزياح بأنواعه قد اسـتخدم في أدب أحمد مطر إلا أن المقالۀ تناولت الانزياح الصوتي الذي يتمثل في الوزن والقافيۀ والتدوير والانزياح الفونيمي والوقفۀ العروضيۀ، وعالجت أسـبابه التـي دعـت الشـاعر إلـي الظاهرة هذه . فمن هذه الأسباب مسايرة رکب الحداثۀ والتعبير عن الأغراض والآلام بکلام يقرب من النثر، وتنسيق الإيقاع مع الدلالۀ وخلق الترابط والتعالق بـين أشـطر القصـيدة. إن المنهج الذي استفاد به البحث التوصيفي والتحليلي.
خلاصه ماشینی:
"فنری أنه نظم نسبۀ وافرة من قصائده علی وزن "الرجز" وهو من أکثر الأوزان التی تصاب بالزحافـات فـی قصـائده وقـد تکون طبیعۀ هذا الوزن الذی یترکب من ثلاث نوی "مستفعلن " هی المسبب الرئیس فی هذا الشیوع للزحافات ؛ ونظرا لما یحتمله هذا الوزن من تحویرات ، فقد أهل لأن یکون وزنـا مشترکا ینظم فیه أکثر الشعراء ومن أقرب الأوزان إلی النثر الأمـر الـذی دعـا النقـاد إلـی تسمیته بحمار الشعراء أو حمار الشعر.
القافیة المتناوبة أما القافیۀ المتناوبۀ وجود أکثر من قافیۀ فی القصیدة الواحدة أو المقطع ، تتـأتی علـی التوالی أو التناوب ، وهی من اختصاص الشاعر الحداثی، فتنزع القوافی فی بنیۀ التوالی إلی الانزیاح نحو ما نری فی قصیدة «قبلۀ بولیسیۀ» حیث یقول : عندی کلام رائع لا استطیع قوله أخاف أن یزداد طینی بله لأن أبجدیتی فی رأی حامط عزتی لا تحتوی غیر حروف العله فحیث سرت مخبر یلقی علی ظله یلصق بی کالنمله یبحث فی حقیبتی یسبح فی محبرتی یطلع لی فی الحلم کل لیله حتی إذا قبلت ، یوما، زوجتی أشعر أن الدوله قد وضعت لی مخبرا فی القبله یقیس حجم رغبتی یطبع بصمۀ لها عن شفتی یرصد وعی الغفله حتی إذا ما قلت یوما جمله یعلن عن إدانتی ویطرح الأدلۀ (لافتات ١، ٢٢) فنری أن حرف الروی فـی القافیـۀ یختلـف بـین الهـاء السـاکنۀ وحـرف المـد ولهمـا دلالاتهما المختلفۀ؛ أما حرف المد فله تأثیره الهارمونی اللحین فـی القافیـۀ وحـرف الهـاء الساکنۀ فتجعل القافیۀ مقیدة لیکون تأثیره إیقاعیا صرفا؛ کما أن التزام القافیۀ بحرف الهاء وهو التزام واجب قد أکسب القافیۀ ثراءا موسیقیا وأن صـوت الهـاء شـبیه بصـوت التنهـد والتأوه کما أنه یحتاج نفخا عند الوقوف علیه سکنا؛ وکل ذلک یتناسب مـع نفـس الشـاعر المتأوهۀ من الحالۀ المزریۀ التی یسترزق منها میتو الحیاة عدیمو الرجولۀ هولاء."