چکیده:
من رموز الوحدة الحضاریة بين المسلمين ذلك التفاعل الأدبي بين الإیرانیين ا ولعرب بدء ا من حضور الإسلام في إیران ومرور ا بالعصور اللاحقة
وخاصة في القرنين الرابع ا ولخامس الهجریين. أما خراسان وسجستان، وبوصفهما من البُقع ذات المكانة الأدبیة في المشرق والقریبة من م راكز
الحضارة العربیة، فلهما ازدهار عظیم للغة العربیة وآدابها في القرنين الرابع والخامس؛ حیث أسَر شعراؤهما قلوبَ المشتاقين من أقاصي البلاد
وعرضوا مفاهیمهم إلیهم مزيجة بالتعبير عن ثقافتهم الفارسیة. كانت مجالس هؤلاء الشعراء من أمثال أبي بكر الخوارزمي، وأبي منصور الثعالبي،
وأبي الفتح البستي، وغيرهم تجمع كبار المث قفين والشعراء العرب؛ ولكنهم رغم تأ ث رهم باللغة العربیة فقد اهتموا بالغة الفارسیة ونقلوا معارفها،
وطقوسها، ویومیاتها، وأساطيرها إلى العرب وذلك عن طریق الشعر الذي نظموها باللغة العربیة؛ لغة العلم، والأدب في تلك الأیام. جاء
البحث للكشف عن البواعث التي دفعت الشعراء إلى هذا النقل وتبیين محاورها معتمد ا على المنهج الوصفي التحلیلي. تب ين من خلال -
البحث أ ن النزعة الوطنیة، وحاجة الشعراء إلى إفهام معانیهم، والتعبير عن مهاراتهم الأدبیة، ا ولتملح ا ولاستظراف مما جعل الشعراء
الخراسانیين ا ولسجستانیين ینقلون الثقافة الإیرانیة في شعرهم العربي، ویتح ققون ذلك عبر ذكر الأبطال الإیرانی ين ، والمفردات الفارسیة، وترجمة
الأمثال والأبیات الفارسیة.
خلاصه ماشینی:
كانت مجالس هؤلاء الشعراء من أمثال أبيبكر الخوارزمي، وأبيمنصور الثعالبي، وأبيالفتح البستي، وغيرهم تجمع كبار المثقّفين والشعراء العرب؛ ولكنهم رغم تأثّرهم باللغة العربية فقد اهتموا بالغة الفارسية ونقلوا معارفها، وطقوسها، ويومياتها، وأساطيرها إلى العرب وذلك عن طريق الشعر الذي نظموها باللغة العربية؛ لغة العلم، والأدب في تلك الأيام.
وبطبيعة الحال فقد حملوا لغتهم وأدبهم معهم وبذلك انتشرت اللغة العربية وآدابها في خراسان وسجستان شيئاً فشيئاً، حتى ازدهر الأدب العربي فيهما خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين وأصبحتا بذلك ملتقى الأدباء والشعراء في تلك الفترة.
ومن هذا المنطلق، كما كان للغة العربية التي عاشت في إيران وخاصة في خراسان وسجستان تأثير مباشر على الأدب الفارسي، فقد تأثرت أيضًا عن اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية.
أسباب الحضور الإيراني في شعر الشعراء الخراسانيين والسجستانيين تكاد تنحصر العوامل التي أدّت إلى ظهور الثقافة الفارسية في أشعار شعراء العربية الفرس بخراسان وسجستان في العوامل التالية: 2-2-1.
النزعة الوطنية من قديم تسربت ثقافة الفرس وحضارتهم العميقة خاصة بعض ألفاظهم إلى اللغة العربية وكان ذلك عن طريق التجارة والاختلاط ولكن «لما جاءت الدولة العباسية ونشطت الحركة العلمية فيها أكثر فأكثر -وللإيرانيين فيها نزعات وطنية وميول قومية- أخذت طائفة ممن يجيدون اللسانين الفارسي والعربي ينقلون كثيرا من الكتب وتراث الفرس وما حفظته العصور إلى عهدهم» (الأمين، 1429: 1/124) وقد أدخل بعض الشعراء الخراسانيين والسجستانيين مآثرهم وتراثهم الثقافي في الشعر العربي عن طريق نقل الألفاظ الفارسية، وذكر الشخصيات الأسطورية والإيرانية، والأمثال والأبيات الفارسية وذكر المناسبات والألعاب الإيرانية.