چکیده:
يتتبَّع هذا البحث ظاهرة انزياحات الحذف في مجموعة محمود درويش "كزهر اللوز أو أبعد"، بوصفها
عنصراً فاعلاً من عناصر الانزياح التَّركيبيِّ في النَّصِّ الشِّعريِّ، ساعياً إلى رصد أشكال من الحذف في
مجموعته، بهدف الوقوف عند جماليَّاهاا ودلالاهاا الفنيَّة. ويععى البحث برراءة دلالات الحذف من ههتن؛
الأولى: تتعلَّق بمستويات النَّحو، والبلاغة، والصَّوت، والثانية: تتعلَّق بالمستوى الشَّكليِّ الخطيِّ ، فيسود
النَّصّ اختفاء علامات بصريَّة، ما يمكن تسميته ب "الانزياح الكتابيِّ البصريِّ "، أو "الشَّكل الكتابيّ النَّصِّيّ
للحذف"، وهو يكثر في الشِّعر المعاصر (شعر التَّفعيلة وقصيدة النَّثر)، ويتمثَّل بالنِّراط الَّتي يضعها
الشَّاعر، وبجدليَّة البياض والسَّواد، وبالامتداد الكتابيِّ... وسوى ذلك.
وفي الأولى ما يرع على مستوى الحرف، أو على مستوى الكلمة المفردة، ويكون التَّركيز هنا على حركة
المركَّب النَّحويّ في الحذف على المستوى الأفري، وتراطعات ذلك مع المستوى الرأسي حيث انفتا ع ح
الدَّلالة بإشعاعات تثري الرراءة من خلال عناصر أسلوبية دلاليَّة تتحرَّق عند التَّلرِّي، من أهمِّها المفاهأة
والإدهاش، وفي الثَّانية ما يتعلَّق برؤية الشَّاعر الخاصَّة، فيوظِّف الحذف على نحو يحرِّق به شاعريَّة الخطاب،
ليخرهه من التَّراكيب العاديَّة المألوفة إلى تراكيب أكثر فاعليَّة إذ تنزاح، فتثير المتلرِّي للبحث عن العنصر
الغائب اعتماداً على قرائن وسياقات، وهنا تبدو شاعريَّة الخطاب الشِّعريّ.
فمن أهمِّ أهداف هذا البحث قراءة دلالات الحذف في المستوى التَّركيبيّ قراءة مخصوصة، والخوض في
اكتناه خفاياه في لغة محمود درويش إذ نجد أنَّ اللُّغة الشِّعريِّة تبوح بأسرارها، وترول ما لم ترله اللُّغة
المعياريَّة، فهو يضع الرارئ أمام مساءلة لغويَّة وفكريَّة، وهذه أولى مهام النَّصِّ الشِّعريِّ الحديث والمعاصر.