خلاصه ماشینی:
ذكرى من رسول إيران في لبنان ___________________________________ الدكتور عبّاس خامه يار المستشار الثقافي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل "فيكتور الكك" الكاتب اللبناني المتخصّص بالفارسيّة، ذهبنا، أنا وزوجتي، مساء الجمعة 27 ك1/ديسمبر 2019، للقاء زوجته وأولاده في منطقة "الحازمية" المسيحيّة في شرق بيروت، وباركنا لهم ذكرى ميلاد النبي عيسى (ع) ورأس السنة الجديدة.
إنّ عشقَ إيران وثقافتها متجذرةٌ في نسيجِ أسرة الدكتور فيكتور الكك، أستاذ قسم اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة، ويمكن استشعارُ حلاوة الآداب والتقاليد والأعراف الأصيلة الإيرانيّة- الإسلاميّة بين كلماتهم وفي سلوكهم.
في تلك الليلة من 27 ك1/ديسمبر، وخلال السهرة التي طالت ثلاث ساعات في منزل المرحوم فيكتور، لمستُ إشارات التقاء الدين والثقافة الإسلاميّة – المسيحيّة، ونظرًا إلى أنّه كان عالمًا بارزًا بإيران وأستاذًا كبيرًا في اللغة الفارسيّة ومن عشّاق الشاعر الإيرانيّ الكبير حافظ الشيرازي، فبالإمكان وصف روح المرحوم الجميلة التي كانت حاضرة في تلك الليلة ببعضِ أبياتِ الشيخ الأجلّ: أسمعتَ يومًا بالحاضر الغائب؟ ....
موضوع أطروحة المرحوم الدكتور الكك كان "تأثير اللغة والأدب والثقافة العربيّة في أشعار منوجهري دامغاني وشعراء القرن الرابع والخامس الهجريَّيْن في إيران".
كان يختتمُ لقاءاته في إيران بزيارة الإمام الرضا (ع) وقد قال في هذا: "أنا مسيحي، لكن لأنّ الإسلام يتعامل مع أتباع الديانات الأخرى بحريةٍ كاملة حتى أنّ الإمام الرضا (ع) دخل في مناظرةٍ مع صاحب أكبر مقامٍ في المسيحيّة في زمانه، فإنّ هذه المسألة جعلتني أنجذبُ إلى شخصية هذا الإمام الهمام".
كان الكك لسنواتٍ رئيس "التجمع الثقافيّ العربيّ"، قام بعد انطفاء شعلة الحرب الداخليّة في بلاده، بإعادة إحياء ذكرى أستاذه الحبيب محمد ملايري، وأسّس "مجلّة الدراسات الأدبيّة" المحكّمة عن الجامعة اللبنانية، والتي تتناول الثقافة الإيرانيّة- العربيّة وتأثيرهما المتبادل، حتى إنّه حمل هاجس انتشارها واستمراريّتها إلى آخر حياته وحتى على سرير المرض، حيث كان يعدّها هويته الخاصة.