چکیده:
تطرق الشاعر الألماني الشهير غوته في كتابه المعروف بالديوان الغربي- الشرقي (West-östlicher Divan) إلى الأدب الشرقي بصورةٍ عامة. وقد عبّر في هذا الديوان عن هجرته العظمى من جحيم الغرب إلى جنة الشرق. ولم تكن الهجرة بالجسم، بل بالروح، بالعكوف على قراءة كتب الرحلات ومطالعته للشعر الشرقي ولا سيّما شعر حافظ الشيرازي. وكأنّ شيخه الفارسي قد تقمّص في ذاته فأصبح غوته حافظًا في مقامه الأثيري في جنات المصلّى[1] ونهر كناباد[2]، غافلًا إلّا عن نفسه كحافظ، مستغرقًا في إحساسه وحسّه، نشوان يترنم بمنظوم الغزل الفارسي العميق الخالد.وكان تقسيم الديوان المذكور على النمط الفارسي كما يلي:1- مغني نامه (كتاب المغني)؛ 2- حافظ نامه (كتاب حافظ)؛ 3- عشق نامه (كتاب العشق)؛ 4- تفكير نامه (كتاب التفكير)؛ 5- رنج نامه (كتاب الألم)؛ 6- حكمت نامه (كتاب الحكمة)؛ 7- تيمور نامه (كتاب تيمور) 8- زليخا نامه (كتاب زليخة)؛ 9- ساقي نامه (كتاب الساقي)؛ 10- مثل نامه (كتاب الأمثال)؛ 11- پارسی نامه (كتاب الفرس)؛ 12- خلد نامه (كتاب الجنة).لا نريد أن نبيّن مآل كلّ كتاب من هذه الكتب. بل سنقتصر على ما له علاقة بالأدب الفارسي ولا سيّما حافظ الشيرازي.وسنبتدئ بكتاب حافظ نامه:إنّ الكلمة كالعروسوالروح كالعريسوقد عرف هذا الزفافكلّ من قدّر حافظ...!
خلاصه ماشینی:
وإن البصيص الذي لا شأن له والشعلات القليلة التي تعسعس في المدينة العظيمة تولد الريح وتتأجّج برياحها الذاتيّة، وعندما تنطفئ، تختفي في قاعات النجوم وهكذا ينشط قلب ألماني من جديد بالمدد من الجمر الخالد المتوالي منك الإيقاع المحكم يجذب إليه طبعًا والينبوع المتوقد يوقظ السرور، ومع ذلك فينفر الإنسان بالاستنكار من القناع الفارغ الخالي من الدم والمعنى حتى إن الروح لا تظهر السرور إذا لم تفكّر بقالب جديد ولم يضع الشاعر حدًّا لذلك الشكل الميت إلى حافظ أن يدّعي أحدٌ يا حافظ أنّي بدرجتك فأيّ جنون هذا؟ فوق أمواج البحار تجري سفينة مسرعة تفتح شراعها وتتحرك باعتزاز ولا مبالاة تود اختراق المحيط؛ ويسبح فوق الماء هذا الخشب النخر، إليك بالألحان بخفة وسرعة تمرّ فوق المجرى البارد وتغلي بأمواج النار وأن جمرها ليبتلعني وعلى عتبة الظلام تظهر لي وتوحي باللامبالاة وفي نور الشمس عشت في البلاد وأحببتها السرُّ المكشوف سمَّوك يا حافظ المقدّس لسانَ الغيب وعلماء الألفاظ لم يفهموا قيمة هذه الكلمة وصوفيون تسمّيهم أنت، إلّا إنهم يفكّرون بجنون بحضرتك ويديرون كؤوس خمرهم غير الصافية باسمك أمّا أنت فصوفي طاهر وبما أنهم لم يفهموك في حصولك على الغبطة دون طقوس فلا يريدون الإقرار لك بذلك 1 إشارة نعم الحق مع أولئك الذين أعاتبهم فإنّ الكلمة لا رواج لها إذا لم تفهم من تلقاء ذاتها، الكلمة كالمروحة بين قضيبين يشع من بينهما زوج من العيون الجميلة المروحة هي من القماش المحبوب إنها طبعًا لتسرّ الوجه إلى الناظر ولكنّها لا تخفي الفتاة ولأنّ أجمل ما فيها العين التي تبرق إلى العين 2 إلى حافظ أيضًا 3 إنّ ما أراده الجميع قد فهمته أنت أيضًا فإنّ الشوق من التراب إلى التاج يصل الكائنات بصلات محكمة - المقصود بذلك الحصول على الطمأنينة النفسيّة من دون القيام بأيّ طقوس أو ترتيلات وهي من الخصائص الصوفيّة التي نهج عليها حافظ واقتدى بها غوته.