خلاصه ماشینی:
"و الشیء الذی یبدو غریبا بالنسبة لکل متتبع للحرکة الشعریة فی العراق،انه ما ان شرع هذان الشاعران بنشر شعرهما الحر فی الصحف و المجلات حتی راح الشباب من خریجی المدارس المتوسطة و الثانویة،و الکثیر من الشعراء المعاصرین یقتفون اثرهما فی الخروج عن الوزن،و الانفلات من القوالب الشعریة المتداولة المألوفة،فقد وجدوا فی التقلید و الاحتذاء بضاعة سهلة التداول،و زعموا ان فی التحرر من الأوزان و القوافی مجالا فسیحا فی التعبیر الصادق عن ادق الاختلاجات النفسیة،و اعمق الانفعالات العاطفیة،و رأوا فی الثورة علی مفاهیم الشعر العربی القدیم خلاصا له من القوالب اللفظیة البالیة،و التراکیب الکلامیة التقلیدیة و تذرعوا بحجة انقاذه من اغلال الجمود و التقدیریة فی التعبیر،و تغذیته بعناصر الحیاة و القوة و التشبیه البارع،و الأخیلة المجنحة الطلیقة،و الکلمات العذبة المتناسقة،و من اجل تلمس اغراض جدیدة،و تقلیص محاولات الشعراء فی اجترار معان بالیة،فطغت موجة من الاضطراب فی النظم،و ازدحام الصور،و انعدام ترابطها،و المبالغة و التفخیم و تداعی الألفاظ و التهویمات الخیالیة المفرطة،و البهرجة الفارغة و الغموض المفتعل المشحون بالألغار و الأحاجی و الطلاسم،و التسربل بالنثریة..
! و تتجلی اصالة الشاعر فی مواکبته لثورات الشعب العربی الهائلة فیتغنی بکفاح امته، و یکون حادیا لرکب الجماهیر العربیة السائرة فی طریق التحرر و النور،و یعمل جاهدا لترکیز المفاهیم الوطنیة الاصیلة،فی قوی الشعب الخیرة،و طلائعه الواعیة،و یجسد لنا حصیلة تجاربه فی الحیاة،لخلق مجتمع سعید یقوم علی العدل،و ینعم بالمساواة،و یستنیر بالحریة، و یحطم الاغلال التی ترزح تحتها جموع شعبنا العربی،و من اجل تحقیق هذه الاهداف النبیلة یجب ان تبذل الجهود،و تنسق الطاقات..."