خلاصه ماشینی:
"و هکذا ینتقل الجابری إلی الفصل الثامن متحدثا عن العقیدة فی عنوان«میثولوجیا الإمامة»التی تحولت لدی الشیعة إلی أسطورة فی المحیال الثقافی و السیاسی جاعلة شرعیة الحکم و سنده لدی آل البیت من ذریة علی بن أبی طالب،و بعد شرح طویل عن الخلفیة التاریخیة لأحد کبار المتشیعین من ذوی المطامح الخاصة،و هو المختار ابن أبی عبید بن مسعود الثقفی،نجد أن المختار یسعی عند محمد بن الحنفیة،أی الحسن و الحسین من علی و لکن أمه کانت أمة،فیعطیه هذا خطابا غامضا یفید موافقة مضمرة علی حرکته،أی حرکة المختار،الذی أسس دولة فی الکوفة قضی علیها عبید الله بن زیاد العام 67 هـ.
3-و قد کنا نود من الجابری بعد هذا الإبداع و«الحفر»فی«مکبوت»عقلنا السیاسی العربی،أن یوضح لنا مضاعفات جدل هذا العقل و صوره مع أنظمة الحکم و الدول و الامبراطوریات و صور الاحتلال الأجنبی التی تعاقبت علی الوطن العربی و الاسلامی منذ سقوط الخلافة العباسیة، فهی لا شک أضافت معطیات جدیدة و عمقت «المکبوت»،و ربما لم تأت بجدید فی ثلاثیة العقیدة و القبیلة و الغنیمة و تلویناتها طوال هذه الفترات،و التساؤل الآن:هل کان العقل السیاسی العربی ملتبسا مع الدولة العباسیة أم أن مکوناته صافیة واضحة مرتبة؟إننا نخرج من الکتاب بانطباع أن هذا العقل کان صافیا فی تعامله مع القبیلة و الغنیمة و العقیدة،و لکن تفاعلات نصوص الفرق السیاسة و الایدیولوجیة و جدلها مع الواقع و الممارسة زادت الالتباس،لأنها کانت ملتبسة من الأساس،فإن ما استطاعت التوفیق فیه- و خاصة الایدیولوجیا السلطانیة العباسیة- هو ما یتعلق فقط بالتوحید و العقیدة و عدم تعارض المنقول من الفرس عن السلطان معهما."