خلاصه ماشینی:
"و لست بحاجة إلی کثرة الأمثلة و الشواهد لهذا التعاقب،فإن الجزء الثانی من کتاب الأمالی لأبی علی القالی (288-356 هـ)قد جاء فیه من الأمثلة و الشواهد ما لا نزید علیه،و کأن أبا علی قد عقد الجزء کله للتعاقب کما ستری من الفهرس الملحق،بهذه الکلمات...
أما صاحب الأمالی فإنه نهج نهجا أدبیا،یقوم علی تسجیل ماوعی من النصوص التی جاء بها التعاقب،لا یزید،و قد ختیم حدیثه عن هذا البحث بقوله:(و اللغویون یذهبون إلی أن جمیع ما ؤملیناه إبدال و لیس هو کذلک عند علماء النحو،و إنما حروف الإبدال عندهم اثنا عشر حرفا)هذا هو کل ما عرض له مما یمکن أن نعده فی باب التحدید العلمی،ثم یعقب هذه الفقرة (1)-قال أبو حیان فی شرح التسهیل:قلما نجد حرفا لم یأت فیه البدل(یرید التعاقب)و لو نادرا ( المزهر حـ 1 ص 463).
ثم أوردوا الشواهد من الشعر،و لکنهم أشاروا إلی أن التحوف بالحاء المهلة هو التنقص من حافاتها و أطرافها،و أن التخوف بالخاء فیه استشعار الخوف کما أن التخون نقص جاء عن طریق الخیانة، فهذا تعاقب بین الحاء و الخاء فی أول الکلمة،و بین الفاء و النون فی آخرها و قد مر بنا اللثام و اللفام،و القطع و القطف و القطم،و القصم و الفصم،و القبضة و القبصة و إن شیئا من إرهاف الحس و من التذوق الواعی،لیبرز الفروق بین الکلمات التی ظنوها مترادفة الفروق بین الکلمات الحرف ظنوها مترادفة ما لم یکن اختلاف الحرف ناشئا عن لهجة و أخری، کقول بعضهم:علج فی علی،و(یا معین یا ریال)ف ی لهجة بعض النجدیین الیوم، یریدون(جامعین یا رجال فی صلاتنا)، و ذلک حین سئلوا:لم صلیتم فی جماعة أخری عقب صلاتکم الظهر فمثل هذه اللهجات هی التی یتفق فیها المعنی مع اختلاف الحروف."